للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ألمع النساء فى ذلك العصر: (أم البنين) زوج الخليفة (الوليد بن

عبد الملك)، وقد اشتهرت بالفصاحة والبلاغة وقوة الحجة وبعد النظر،

وكانت لها مكانة كبيرة عند زوجها (الوليد) وكان يستشيرها فى

كثير من أمور الدولة.

وقد كثرت الجوارى من سبايا الحروب فى البيوت، مما كان له أثره

البالغ فى الحياة الاجتماعية، فقد نقلوا إلى البيت العربى عادات

شعوبهم وتقاليدها فى الطعام والشراب والملبس.

الاحتفال بالأعياد والمناسبات:

عيد الفطر وعيد الأضحى من أعظم المناسبات الدينية فى الإسلام،

يُظهِر فيهما المسلمون السرور، ويدخلون البهجة على أنفسهم

وأسرهم وجيرانهم.

كان الخلفاء يخرجون فى يوم العيد للصلاة فى موكب مهيب، يتقدمهم

الجند، ويحيط بهم الأمراء وكبار رجال الدولة، وتتجاوب أصوات

المسلمين بالتهليل والتكبير، وتقام الزينات، وتسطع المشاعل

والقناديل فى ليالى العيد، وكان لولاة الأقاليم مواكب تشبه مواكب

الخلفاء.

حفلات الزواج:

تطورت حفلات الزواج فى العصر الأموى لتجارى ما أصبح عليه

المجتمع من ترف وثراء، بعد أن كانت فى عهد الرسول - صلى الله

عليه وسلم - والخلفاء الراشدين غاية فى البساطة والبعد عن التكلف،

وبالغ الناس فى المهور، وقد سبق أن ذُكر أن (مصعب بن الزبير)

أمهر كلا من زوجتيه (سكينة بنت الحسين) و (عائشة بنت طلحة) مليون

درهم.

وكما بالغوا فى المهور بالغوا فى إقامة الولائم الحافلة بأطيب أنواع

الطعام، وفى يوم الزفاف يلعب الفتيان بالرماح، ويتسابقون بالخيل،

وتجلس النساء على النمارق ويتزين بالحلى والجواهر الثمينة، وتكون

العروس فى أبهى صورة وأجمل زينة، يحيط بها أترابها، يغنين لها

حتى تذهب إلى بيت زوجها.

وكانت تقام - أيضًا - حفلات لختان الأطفال، يحييها المغنون وأصحاب

الفكاهة، وهذا كان يحدث فى بيوت الصحابة والتابعين، فيذكر (ابن

قتيبة) فى (عيون الأخبار) أن (عبد الله بن عباس) - رضى الله عنهما -

<<  <  ج: ص:  >  >>