للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توسع المجتمع فى العصر الأموى وتأنق فى الملابس والأزياء، فلبس

الناس الحرير والديباج والإستبرق، وبخاصة الشباب الذين كانوا

يلبسون ملابس موشاة، وكانت الملابس تختلف من فئة إلى أخرى

على قدر ثرائها ومراكزها الاجتماعية، فكانت ملابس الفقهاء تختلف

عن ملابس الكتاب، وهؤلاء تختلف ملابسهم عن ملابس الجند، وكان

شيوخ القبائل ومن فى منزلتهم من علية القوم يرتدون الأقبية التى

تصل إلى الركبتين، يعلوها جلباب فضفاض يتدلَّى إلى العقبين.

وكانت عناية النساء بالملابس والأزياء أكثر من عناية الرجال،

وتكونت ثيابهن من سروال فضفاض وقميص مشقوق عند الرقبة،

وعند خروج المرأة إلى الشارع فإنها ترتدى عباءة تغطى جسمها

وتلف رأسها بمنديل يربط حول الرقبة، مثل (الإيشارب) الذى تستعمله

النساء فى الوقت الحاضر.

وتوسَّع النساء فى استخدام الحلى والجواهر من اللآلئ واليواقيت

والذهب وسائر أدوات التجميل.

وإلى جانب التأنق فى الملابس أحب الناس أنواع الطيب وأكثروا

منها، واستخدموا الحناء، وخضَّبوا بها لحاهم وأيديهم، وفعل الخلفاء

ذلك.

مكانة المرأة فى المجتمع:

كانت للمرأة مكانة كبيرة وأثر واضح فى الحياة العامة، ومن أشهر

النساء: (سكينة بنت الحسين بن على بن أبى طالب)، وكانت من أعلم

النساء وأظرفهن، وأحسنهن أخلاقًا، وتذكر المصادر التاريخية أن

الشعراء كانوا يجتمعون عندها وكان لها ذوق رفيع فى نقد الشعر،

ومما يذكر لها فى هذا المجال أنه اجتمع عندها يومًا

(جرير)،و (الفرزدق)، و (كثير عزة)، و (جميل بثينة)، وأنشدوا بين يديها

أشعارهم، فنقدت شعر كل منهم، ثم أجازت كل واحد بألف دينار.

وتقرن بسكينة فى هذا المجال (عائشة بنت طلحة)، وكانت نابغة فى

الأدب والسخاء كأبيها (طلحة) الجواد، وقد تزوج (مصعب بن الزبير)

حاكم (العراق) فى خلافة أخيه (عبدالله بن الزبير) (٦٧ - ٧٢هـ) كلا من

(سكينة) و (عائشة بنت طلحة)، بعد أن أمهر كل واحدة منهما مليون

درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>