كان المجتمع الإسلامى فى العصر الأموى مجتمعًا شابا متوقِّدًا حياة
وفتوة فى كل شىء؛ ثراء عريض، وقوة عسكرية واقتصادية
هائلة، ونهضة علمية فى بواكيرها تنبئ بازدهار حضارة عظيمة،
وتخلل تلك الحياة الجادة بعض مظاهر اللهو والتسلية البريئة للترويح
عن النفوس.
مجالس الخلفاء وآدابها:
كان للخلفاء مجالس يعقدونها للمسامرة مع أقربائهم وأصدقائهم،
وكان لتلك المجالس آداب وطقوس خاصة، فى كيفية تعامل الناس مع
الخليفة فى حضرته، فيجب أن يكون كلامهم على قدر الحاجة، وأن
تكون ألفاظهم منتقاة، وكان الخلفاء يصونون مجالسهم عن الكذب
والنفاق، وقلما كان يستمع الخلفاء الأمويون الأوائل إلى الغناء،
وإنما كانوا يحبون سماع الشعر فى مجالسهم، على حين ترخص
المتأخرون منهم فى سماع الأغانى كثيرًا، وكانوا يظهرون للندماء
والمغنين، ومن أشهر من فعل ذلك، وتبذَّل حتى أزرى بمنصب
الخلافة فى نظر الناس (يزيد بن عبدالملك) وابنه (الوليد).
الطعام والشراب:
كانت حياة العرب بسيطة، وبخاصة فيما يتعلق بالطعام، ولم يتجاوز
أغلب طعامهم صنفًا أو صنفين، وكان أفضل طعامهم اللحم مع الثريد،
ولكن تغير الحال بعد الفتوحات الإسلامية، واتساع الدولة وكثرة
الأموال، ومخالطتهم الشعوب فى البلاد المفتوحة، وكانت أكثر منهم
مدنية، فعرفوا ألوانًا من الطعام والشراب، واستخدموا أدوات للمائدة
لم يكونوا يعرفونها من قبل، فاستخدموا (الفوط) و (الملاعق) الخشبية
والفخارية، التى كانت تأتيهم من (الصين)، وعرفوا (الموائد) الخشبية،
وجلسوا على كراسى خشبية حولها، وكانوا من قبل يجلسون على
الأرض ويأكلون بأيديهم.
وكان من عادة الخلفاء والأمراء والأغنياء إقامة الولائم لإطعام الناس،
وكان للأكل مع الخلفاء آداب خاصة، فوق الآداب العامة المعروفة
للطعام، فكما يقول (الجاحظ): (إن الأكل لم يكن للشبع وإنما للشرف،
فعلى من يؤاكلهم أن يراعى ذلك وألا يكون شرهًا فى تناول
الطعام).
الملابس: