«وأمثل ما روى فى قصته - أى عثمان - أنه بالقضاء السابق،
تألب عليه قوم لأحقاد اعتقدوها، ممن طلب أمرًا فلم يصل إليه، أو
حسد حسادة أظهر داءها، وحمله على ذلك قلة دين، وضعف
يقين، وإيثار العاجلة على الآجلة، وإذا نظرت إليهم دلك صريح
ذكرهم على دناءة قلوبهم، وبطلان أمرهم». وقد لا يصدق بعض
الناس أن رجلا واحدًا هو «عبدالله بن سبأ» يستطيع أن يفسد
أمر أمة بكاملها، مهما تبلغ قدراته، بل وصل الأمر ببعضهم إلى
إنكار وجوده أصلا، ولكن الواقع أن «ابن سبأ» كان موجودًا
ووجوده حقيقة، وهو كأى متآمر خبيث يتمتع بقدر كبير من
الدهاء والمكر، مكنه من أن يستميل إلى صفه صحابيين جليلين
هما «أبو ذر الغفارى» و «عمار بن ياسر»، وأن يستغل كل
الساخطين من أبناء العرب الطامعين فى الوظائف، بالإضافة إلى
الحاقدين من أبناء البلاد المفتوحة، الذين سقطت دولهم، وبادت
عروشهم، وخلق من ذلك كله تيارًا عامًّا، أدى إلى فتنة عارمة،
ذهب ضحيتها «عثمان بن عفان»، ولم تنته بعد موته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute