مكونة من زوجين من الغرف، وتوجد حول قاعة العرش أربع
مجموعات من هذه البيوت.
وهذه القصور المكتشفة تدل على تقدم فن العمارة فى عهد الدولة
الأموية، وتأثره بالطرز المعمارية الفارسية والبيزنطية، وعلى الثراء
الذى كانت عليه الدولة، مما مكَّن خلفاءها من بناء تلك القصور
الباذخة، ومعظمها لم يكن للسكنى الدائمة، وإنما كانت مشاتى
ومصايف للإقامة الموسمية المؤقتة.
المساجد:
ازدهرت حركة بناء المساجد فى عهد الأمويين ازدهارًا كبيرًا،
فوسعوا المساجد التى كانت موجودة من قبل، كالمسجد الحرام فى
(مكة المكرمة)، و (المسجد النبوى) فى (المدينة المنورة)، و (جامع
عمرو بن العاص) فى (الفسطاط)، و (المسجد الكبير) فى (صنعاء)
باليمن، كما أقاموا العديد من المساجد الجديدة، ومن أشهرها:
(مسجد قبة الصخرة) الذى أنشأه (عبد الملك بن مروان) فى (القدس)،
و (المسجد الأقصى) الذى أنشأه ابنه (الوليد)، و (المسجد الأموى)
الكبير فى (دمشق) الذى أنشأه (الوليد) أيضًا.
- المسجد الحرام:
كانت (الكعبة المشرفة) فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه
الراشدين على البناء نفسه الذى أقامته (قريش) بعد السيل؛ الذى دمر
(الكعبة) قبل بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم -، واستمرت على ذلك
إلى أن هُدمت أثناء خلافة (عبد الله بن الزبير) (٦٤ - ٧٣هـ)، فقام
ببنائها من جديد على قواعد (إبراهيم)، عليه السلام، وأدخل فيها
حجر (إسماعيل)، واستشهد على ذلك بحديث النبى - صلى الله عليه
وسلم - الذى خاطب فيه (عائشة) بقوله: (لولا أن قومك حديثو عهد
بشرك أو بجاهلية لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين
بابًا شرقيا وبابًا غربيا وزدت فيها من الحجر ستة أذرع .. ). [مسند
الإمام أحمد].
وبعد مقتل (ابن الزبير) وانتهاء دولته سنة (٧٣هـ) هدم الأمويون
(الكعبة) وأعادوا بناءها إلى ما كانت عليه قبل زيادة (ابن الزبير).
وكانت مساحة (المسجد الحرام) نفسه فضاء ولم يكن له جدران فى