عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - و (أبى بكر الصديق)، فلما كثر
الناس فى عهد (عمر بن الخطاب) اشترى الدور المجاورة للبيت الحرام،
وهدمها وأضافها إلى مساحته، وأقام له جدرانًا دون قامة الرجل،
وكذلك فعل (عثمان بن عفان) و (عبد الله بن الزبير).
واستمر هذا الوضع حتى كان عهد (الوليد بن عبد الملك) (٨٦ - ٩٦هـ)،
فزاد فى مساحته، وبنى سوره على عمد من الرخام، ووضع صفائح
من الذهب على باب (الكعبة).
- المسجد النبوى فى المدينة المنورة:
ظل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حالته التى بُنى
عليها حتى عهد (عمر بن الخطاب)، الذى زاد فى مساحته، وأطال
جدرانه، ثم أضاف (عثمان بن عفان) إليه مساحات جديدة لكثرة
المصلين، وضيقه بهم، وبناه من الحجارة، وجعل له عمدًا من
الحجارة، وسقفًا من الساج.
وظل المسجد كذلك إلى عهد (الوليد بن عبد الملك)، فأمر ابن عمه (عمر
بن عبد العزيز) واليه على (المدينة) (٨٧ - ٩٣هـ) بهدمه وإعادة بنائه
وتوسعته، فأدخل فيه حجرات النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وعنى (الوليد) بإعادة بناء المسجد عناية عظيمة، فأرسل إلى (عمر
بن عبد العزيز) أموالا كثيرة لهذا الغرض، وثمانين عاملا من عمال
البناء من الشام وقبط (مصر)، وكميات كبيرة من الرخام والفسيفساء،
وقد عهد (عمر) بالإشراف على البناء إلى واحد من كبار التابعين هو
(صالح بن كيسان).
وقد بنى أساس المسجد من الحجارة، وجعلت عمده من الحجارة
المحشوة بالحديد والرصاص، وأقيمت له المآذن، وفتحت له عدة
أبواب، منها (باب جبريل)، عليه السلام، و (باب النساء).
واستمر العمل فى البناء نحو ثلاث سنوات، وفى سنة (٩٠هـ) زار
الخليفة (الوليد) (المدينة) ليطمئن على سير العمل فى المسجد بنفسه،
وقد أعجب بالبناء، وبما عليه من روعة تليق بمسجد رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -، وقسَّم أموالا كثيرة على أهل المدينة احتفاءً بهذه
المناسبة، وخطب فيهم الجمعة من فوق منبر النبى - صلى الله عليه
وسلم -.