للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- مسجد قبة الصخرة:

أمر (عبدالملك بن مروان) سنة (٧٢هـ) ببناء مسجد فوق الصخرة التى

عرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من فوقها ليلة الإسراء والمعراج.

- المسجد الأقصى:

وقد بناه (الوليد بن عبدالملك) بالقرب من ساحة (مسجد قبة الصخرة)،

وزينه بالفسيفساء والرخام، واحتفل ببنائه كاحتفاله بالمسجد الحرام

بمكة المكرمة ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى (المدينة

المنورة).

- المسجد الأموى فى دمشق:

يعد (المسجد الأموى) من أعظم المساجد التى أنشئت فى العصر

الأموى، بناه (الوليد بن عبدالملك)، وبذل فيه جهدًا كبيرًا، ولم يبخل

عليه بالأموال، فجاء شامخًا عظيمًا.

وأصل مكان المسجد كان معبدًا وثنيا فى عهد الرومان، ثم تحول

إلى كنيسة فى العهد المسيحى، ثم فُتحت (دمشق) فى عهد (عمر بن

الخطاب) صلحًا، واقتسم المسلمون بناءً على ذلك الصلح كل شىء

فى المدينة مع أهلها، فقسمت الكنيسة، وجعل المسلمون نصفها

مسجدًا، وبقى النصف الآخر كنيسة تقام فيها شعائر أهلها، وكان

هذا آية من آيات السماحة؛ حيث لم يجد المسلمون غضاضة أن يتجاور

المسجد والكنيسة، فضلا عن كونهما فى بناء واحد.

وظل الأمر كذلك حتى عهد (الوليد)، الذى تفاوض مع المسيحيين،

وعوَّضهم عن نصيبهم مساحة كبيرة من الأرض يقيمون عليها كنيسة

كبيرة مستقلة، وهدم البناء القديم كله وأقام عليه المسجد، الذى جاء

مستطيل الشكل، له ثلاثة مداخل، وأربع مآذن، وجعل فى وسطه

صحنًا مكشوفًا، تحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وغطيت

أرضيته بالرخام، وكذلك جدرانه إلى ارتفاع قامة الإنسان، وفوق

الرخام زخارف من الفسيفساء المذهبة، وجعل سقفه من الرصاص، وبه

ستمائة سلسلة من الذهب تتدلى منها قناديل للإنارة.

وقد عنى الخليفة ببناء المسجد عناية واضحة، فأشرف على بنائه

بنفسه، وأنفق عليه أموالا طائلة، بلغت خمسة ملايين دينار، تعرَّض

بسببها للانتقاد، فأجاب بأنه يريد أن يكون المسجد الذى هو أعظم

<<  <  ج: ص:  >  >>