رمز للإسلام لائقًا بدولته الكبيرة، واستمر العمل فى المسجد تسع
سنوات (٨٧ - ٩٦هـ)، عمل فيه نحو عشرة آلاف عامل، حتى جاء
المسجد آية من آيات فن العمارة الإسلامى، حتى ليذكر (ياقوت
الحموى) أن الناس كانوا يعدونه من عجائب الدنيا.
وعندما آلت الخلافة إلى (عمر بن عبدالعزيز) رأى أن الخليفة (الوليد)
بالغ فى الإنفاق على بناء المسجد، وهمَّ بنزع سلاسل الذهب وبيعها،
ووضع ثمنها فى بيت المال، ولما علم أهل (دمشق) بعزمه اشتد عليهم
الأمر وكرهوه، وهم الذين كانوا قد انتقدوا (الوليد) من قبل، ولكن
قبل أن ينفذ (عمر) ما عزم عليه جاء إلى (دمشق) وفد رسمى من قبل
إمبراطور الروم، لبحث العلاقة بين الدولتين، فزار ذلك الوفد (المسجد
الأموى)، وكان معهم قسيس، فلما دخلوا المسجد أغمى عليه،
فحملوه إلى دار الضيافة، فسأله رفاقه بعد أن أفاق عما حدث له،
فقال: كنا نتحدث أن بقاء العرب ودولتهم لن يطول، فلما رأيت ذلك
البناء الشامخ حصل لى هم وغم، وأدركت أن بقاءهم سيطول،
فحدث لى ما رأيتم، وكان يسمع ذلك الحوار أحد المسلمين العارفين
باليونانية التى كانوا يتحاورون بها، فنقل ذلك إلى (عمر بن
عبدالعزيز)، فقال: إذا كان المسجد قد أغاظهم إلى هذا الحد، فلن
أنزع منه شيئًا، بل زاده جمالا وروعة وبهاءً، فأمر بترصيع محرابه
بالجواهر الثمينة، وعلق له قناديل من ذهب وفضة.
- العناية بالطرق:
اهتمت الدولة الأموية اهتمامًا كبيرًا بإنشاء الطرق، لربط أجزائها
التى امتدت من (الصين) إلى (الأندلس)، وهى مسافة تبلغ (١٢) ألف
كيلو متر من الشرق إلى الغرب، ولتيسير الاتصال ببعضها، ولتحقيق
كثير من الأغراض، منها ما هو عسكرى لتيسير حركة الجيوش، ومنها
ما هو اقتصادى لتيسير حركة التجارة، ومنها ما هو إدارى لتسهيل
وصول الأخبار عن طريق رجال البريد، ومنها ما هو دينى لتسهيل
وصول حجَّاج بيت الله الحرام من كل أنحاء الدولة إلى (مكة المكرمة)،