للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأداء فريضة الحج، وإلى (المدينة المنورة)؛ لزيارة مسجد النبى - صلى

الله عليه وسلم -.

وقد قسم الأمويون الطرق التى تربط العاصمة (دمشق) بعواصم

الولايات - كالفسطاط و (القيروان) و (قرطبة) و (الكوفة) و (البصرة)

و (خراسان)، و (ما وراء النهر) - إلى مسافات صغيرة محددة، وجعلوا

لها علامات تحمل أرقامًا؛ ليعرف المسافرون المسافات بين المدن

والأقاليم، وهى مثل العلامات الإرشادية المستخدمة الآن فى الطرق

الإقليمية والدولية.

وعمرت الطرق بالخانات والاستراحات، ليستريح الناس من وعثاء

السفر، فوق ما كانت تتمتع به من أمن وأمان.

وكان الناس يسافرون عبر هذه الطرق، ويتنقلون بين مدن الشرق

والغرب دون تصريح مرور أو جواز سفر، فالدولة كلها على امتداد

حدودها وطنهم، فى أى مكان منه يستطيع الإنسان أن يسكن

ويتزوج ويتاجر، دون مضايقة أو طلب إقامة.

الحركة العلمية:

كانت الحركة العلمية بمختلف اتجاهاتها فى العصر الأموى امتدادًا

للحركة العلمية التى بدأت منذ عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -،

ونمت فى عهد الخلفاء الراشدين، وأخذت العلوم تتمايز عن بعضها،

ويصبح لكل منها مدارسه ورجاله، بعد أن كانت العلوم ممتزجة

بعضها فى بعض، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم

المسلمين أمور دينهم ودنياهم، ويفسّر لهم ما أبهم عليهم من القرآن

الكريم، وبعد وفاته أصبح أصحابه المعلمين للتابعين.

ولم يكن الصحابة - رضوان الله عليهم - على درجة واحدة من العلم

والفقه، بل كانوا متفاوتين فى ذلك، ولعل أفضل ما صوَّر تباين

الصحابة فى درجات العلم قول (مسروق) - وهو أحد التابعين -:

(جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فوجدتهم كالإخاذ -

غدير الماء - فالإخاذ يروى الرجل، والإخاذ يروى الرجلين، والإخاذ

يروى العشرة، والإخاذ يروى المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض

صدرهم) أى: رواهم جميعًا.

وقد اشتهر عدد من كبار الصحابة بالعلم دون غيرهم كالخلفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>