سنة (٢٣٠هـ)، و (البلاذرى) المتوفى سنة (٢٧٩هـ)، و (ابن قتيبة)
المتوفى سنة (٢٧٦هـ)، و (الطبرى) عمدة المؤرخين المسلمين على
الإطلاق، المتوفى سنة (٣١٠ هـ = ٩٢٢ م).
حركة الترجمة من اللغات الأجنبية:
حافظ الأمويون على التراث الثقافى للبلاد التى كانت تحت حكمهم،
فى (الإسكندرية) بمصر، و (بيروت)، و (دمشق) و (أنطاكية) فى
(الشام)، و (نصيبين) و (حران) فى (العراق)، و (جنديسابور) فى فارس،
وكانت تلك المدن هى أعظم مراكز العلم القديمة.
وقد تأخر المسلمون فى البداية فى نظرهم إلى العلوم الأجنبية، نظرًا
لانشغالهم بالجهاد وتوطيد الدولة الإسلامية، وتأسيس العلوم العربية
والإسلامية التى سبق الحديث عنها، ولعدم معرفتهم على نطاق واسع
باللغات الأجنبية.
ولا يعنى ما سبق أن الأمويين أهملوا العناية بتلك العلوم الأجنبية،
وترجمة بعضها إلى اللغة العربية، فقد شغف (خالد بن يزيد بن
معاوية)، وهو من أمراء (بنى أمية) بالكيمياء، التى كانت تسمَّى فى
ذلك الوقت (علم الصنعة)، وأحضر بعض العلماء من (مصر) إلى
(دمشق)، ليترجموا له بعض الكتب من اليونانية إلى العربية، ويذكر
(ابن النديم) فى كتابه (الفهرست) أنه رأى بنفسه مؤلفات لخالد بن
يزيد، منها: كتاب فى الحراريات، وكتاب وصيته إلى ابنه فى
الصنعة.
ويذكر (القفطى) من مترجمى العصر الأموى الطبيب (ماسرجويهـ) الذى
ترجم كتابًا فى الطب للخليفة (عمر بن عبدالعزيز)، كما يذكر (ابن
النديم) - أيضًا - أن (سالمًا) كاتب الخليفة (هشام بن عبدالملك) ترجم
رسائل (أرسطو) إلى تلميذه (الإسكندر الأكبر)، وهى رسائل فى
السياسة.
وعلى أية حال فإن ذلك كان بداية متواضعة لحركة الترجمة، فرضتها
ظروف الدولة وصراعاتها فى الداخل والخارج، وحسْب الأمويين أنهم
حافظوا على تلك الثروة الهائلة، وصانوها من الضياع، ولولا ذلك ما
وجد العلماء فى العصر العباسى شيئًا يترجمونه.