«أبو المهاجر» نصرًا عسكريا عليها، مكَّنه من السير إلى الغرب،
فاتحًا معظم «المغرب الأوسط» - الجزائر الحالية - ووصل إلى
«تلمسان».
معاوية ونشأة الأسطول الإسلامى:
وجد المسلمون أنفسهم بعد عشر سنوات من بداية الفتوحات الإسلامية
قد سيطروا على الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط؛
بالإضافة إلى سيطرتهم شبه الكاملة على «البحر الأحمر»، دون أن
تكون لديهم قوة بحرية، فهم ليسوا أهل بحر، بل هم أهل صحراء،
وإذا كانت لدى بعضهم خبرة بحرية كأهل «اليمن» و «الخليج»، فهى
خبرة تجارية وليست قتالية، ولذا كان من الضرورى أن يمتلكوا قوة
بحرية تمكنهم من الدفاع عن الشواطئ التى امتلكوها.
وكان «معاوية بن أبى سفيان» والى الشام أول من فطن إلى ذلك،
ورفع الأمر إلى الخليفة «عمر بن الخطاب»، شارحًا له أهمية ذلك، لأنه
عانى فى فتح مدن الشام الساحلية عناءً شديدًا بسبب وجود
الأسطول البيزنطى، غير أن «عمر بن الخطاب» رفض الفكرة تمامًا،
خوفًا على المسلمين من أهوال البحار؛ إذ لم تكن للمسلمين خبرة
بالحروب البحرية، كما كان يرى أن الوقت لايزال مبكرًا للدخول فى
ذلك الميدان الخطر، ولكن أمر «معاوية» أن يحصن الشواطئ
بالحصون، ويملأها بالمقاتلين، فامتثل «معاوية».
وفى خلافة «عثمان بن عفان» (٢٤ - ٣٥هـ) رفع إليه «معاوية» طلبه
القديم بإنشاء أسطول بحرى، فرفض «عثمان» فى بادئ الأمر، لكنه
عاد فوافق بعد ما اقتنع بأهمية المشروع، لكنه اشترط أن يكون
الجهاد البحرى تطوعًا، ولا يكره عليه أحد.
بدأ «معاوية» على الفور فى تحقيق مشروعه، فشرع فى بناء
الأسطول مستغلا كل الإمكانات الموجودة فى «مصر» والشام لصناعة
السفن، ولم تمضِ أربع سنوات حتى ظهر إلى الوجود أسطول
إسلامى كبير، نجح فى فتح «جزيرة قبرص» سنة (٢٨هـ)، وهزم
الأسطول البيزنطى فى موقعة «ذات الصوارى».
معاوية وحصار القسطنطينية:
وضع «معاوية بن أبى سفيان» منذ أن ولى الخلافة أهدافًا سياسية،