«الأندلس» أو «شبه جزيرة أيبريا» هى الجزء الجنوبى الغربى من
قارة «أوربا»، وتشمل فى الوقت الحاضر دولتى «إسبانيا»
و «البرتغال».
عندما استقر الأمر للمسلمين فى «المغرب» فى ولاية «موسى بن
نصير»، وأقاموا فيها نظامًا عادلا ورحيمًا، كانت «الأندلس» تمرُّ
بأسوأ أحوالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تحت حكم
«القوط» الذين استبدوا بالبلاد ونعموا بخيراتها، تاركين سواد الشعب
يعانى الفاقة والحرمان، فتطلع أهلها إلى المسلمين ليخلصوهم مما
هم فيه من ظلم واستعباد.
وكان الذى دعا المسلمين إلى فتح تلك البلاد هو «يوليان» حاكم
ولاية «سبتة» المغربية الواقعة على ساحل البحر، والخاضعة لحكم
«القوط» آنذاك، ولم يكن المسلمون قد فتحوها، فاتصل حاكمها
بطارق بن زياد حاكم «طنجة»، وعرض عليه الفكرة، فنقلها إلى
«موسى بن نصير» الذى اتصل بالخليفة «الوليد بن عبدالملك»، فأذن
له الخليفة، على أن يتأكد من صدق نيات «يوليان»، وأن يرتاد البلاد
بحملة استطلاعية، ليعرف أخبارها قبل أن يدخلها فاتحًا.
- حملة طريف بن مالك الاستطلاعية:
كلَّف «موسى بن نصير» أحد رجاله وهو «طريف بن مالك» على رأس
خمسمائة جندى، بدخول «الأندلس» وجمع ما يمكن جمعه من أخبار،
كما طلب من «يوليان» أن يوافيه بتقرير عن أوضاع البلاد، فاتفقت
معلومات «طريف» التى جمعها مع تقرير «يوليان»، وكلها تفيد أن
البلاد فى حالة فوضى، وتعانى من الضعف العسكرى، وأن الناس
ينتظرون المسلمين ليرفعوا عنهم الظلم، وعاد جيش «طريف» سنة
(٩١هـ) محملا بالغنائم.
- طارق بن زياد فاتح الأندلس:
اختار «موسى بن نصير» للقيام بمهمة فتح «الأندلس» طارق بن زياد»
وهو من أصل بربرى لما يتمتع به من شجاعة ومهارة فى القيادة،
فخرج فى سبعة آلاف جندى، معظمهم من «البربر»، وعبر المضيق
الذى يفصل بين الساحل المغربى والساحل الأندلسى، والذى لايزال
يحمل اسمه، ونزل على الجبل - الذى حمل اسمه أيضًا - فى شهر