الدولة، وقتل الوزير «شمس الدين الجوينى» وجميع أفراد أسرته
تقريبًا فى شعبان سنة (٦٨٣هـ)، وذلك لموقفهم مع السلطان
«أحمد تكودار» ومساندتهم له فى المعركة التى دارت بينه وبين
أفراد المغول بقيادة الأمير «أرغون»؛ والتى انتهت بمقتل
السلطان وتنصيب الأمير سلطانًا. حاول «أرغون» أن يحد من
نفوذ «مصر» فى المشرق الإسلامى، فأقام علاقات سياسية
وطيدة مع قادة الدول المسيحية مثل: «البابا» و «إدوارد الأول»
ملك «إنجلترا»، و «فيليب لوبل» ملك «فرنسا»، تمهيدًا لتكوين
حلف للقضاء على النفوذ المصرى فى «آسيا الصغرى»،
و «العراق» و «الشام»، و «فلسطين». وشجعت هذه العلاقات
(المغولية - الأوربية) عددًا من الرحالة الأوربيين على زيارة بلاد
المغول، وسافر الرحالة الشهير «ماركو بولو» إلى العاصمة
المغولية، وأقام فى بلاط الامبراطور المغولى «قوبيلاى» نحو
عشرين عامًا، عمل فيها مستشارًا له ووزيرًا، ولم تقع حروب
تذكر بين الجانبين - المصرى والمغولى - فى عهد «أرغون»
لانشغال كل منهما بمشكلاته الداخلية. بعث الأمراء المغول عقب
وفاة «أرغون» إلى أخيه «كيخاتو خان» يخبرونه بوفاته، فقدم
على الفور من بلاد الروم التى كان يحكمها، وتولى عرش
الإيلخانية فى رجب سنة (٦٩٠هـ)، ثم عين «صدر الدين أحمد
الزنجانى» وزيرًا له، ولقبه بلقب «صدر جهان» وأوكل إليه
التصرف فى شئون الدولة كافة دون تدخل من أحد، وعين أخاه
«قطب الدين الزنجانى» قاضيًا للقضاة، وأطلق عليه لقب «قطب
جهان»، ولما كان «كيخاتو» مغرمًا بشرب الخمر، سيئ الخلق
فاسقًا، كرهه الأمراء وثاروا عليه، وبخاصة بعد أن أغلظ القول -
ذات ليلة - لابن عمه «بايدو» أحد كبار الأمراء، فحقد عليه، وتآمر
مع الأمراء الآخرين على قتله، وعلم «كيخاتو» بالمؤامرة، فآثر
الفرار، ولكن الأمراء تتبعوه، وتمكنوا من قتله فى سنة (٦٩٤هـ).
بعد مقتل «كيخاتو» وقع اختيار الأمراء على «بايدوخان بن