طرغاى بن تولوى بن جنكيزخان» ليكون إيلخانًا، فاعتلى
العرش فى جمادى الأولى سنة (٦٩٤هـ)، ثم تخلص من أتباع
«كيخاتو»، وقرر إعادة الحقوق والوظائف إلى أصحابها،
وأعفى الأوقاف الإسلامية من الضرائب، وعهد بأمور الجيش
ورئاسة الوزراء إلى الأمير «طغاجار»، وسلك مسلك «آباقا
خان» حيث جعل الإدارة لا مركزية، وجعل أميرًا من الأمراء على
كل ولاية من الولايات، ونصب «جمال الدين الاستكردانى» وزيرًا
له. لم يكد «بايدو» يتولى أمور الحكم حتى بلغ «غازان خان» ما
حدث لعمه «كيخاتو»، فأقبل بجنوده ومعه الأمير «نوروز»،
وأرسل رسله إلى «بايدو» ينكر عليه قتل كيخاتو، ويطالبه
بإجراء تحقيق ليلقى القتلة جزاءهم، فلما لم يلقَ جوابًا دارت
رحى الحرب بين الفريقين، وفى هذه الأثناء عرض الأمير
«نوروز» الإسلام على «غازان»، وحَسَّن له اعتناق هذا الدين
بتشريعاته السمحة ونظمه الدقيقة، وما ينادى به من عدل ورحمة
ومساواة، فاعتنق «غازان» الدين الإسلامى، ومال إليه أكثر
الأمراء، وانتصر على «بايدو» فى الحرب، فهرب «بايدو» ولحق
به الأمير «نوروز»، وألقى القبض عليه، وأرسله إلى «غازان»،
فأمر بقتله فى شهر ذى الحجة عام (٦٩٤هـ). تولى «غازان»
عرش المغول عقب مقتل «بايدو» فى ذى الحجة سنة (٦٩٤هـ)،
وبعد أن اعتنق الإسلام تبعه جميع الأمراء والجنود المغول،
وأسلم بإسلامه أكثر من مائة ألف شخص منهم فى فترة وجيزة،
ولقب «غازان» نفسه باسم السلطان «محمود غازان»، وأعلن
الإسلام دينًا رسميا للدولة، وأمر المغول بأن يغيروا ملابسهم
التقليدية، ويلبسوا العمامة للتدليل على خضوعهم للإسلام، وأمر
بهدم الكنائس والمعابد اليهودية والمزدكية والهياكل البوذية،
وتحويلها إلى مساجد، وبارتداء اليهود والنصارى ثيابًا تميزهم
عن غيرهم من المسلمين، كرد فعل لما لقيه المسلمون من ضروب
المهانة والذلة فى عهد كل من: «هولاكو» و «آباقا»
و «أرغون». قام «غازان» بإصلاحات كثيرة ومهمة فى كثير من