هذه الإمبراطورية فى قبضة الإنجليز فى عام (١٢٧٥هـ =
١٨٥٨م). اتسم حكام الإمبراطورية المغولية بالهند بالتسامح
والعدل بين الرعية، وأدى ذلك إلى اقتراب الناس منهم،
ومصاهرتهم، وإلى انتشار الإسلام فى ربوع دولتهم، وقد تجلى
هذا التسامح فى أبهى صوره فى عهد السلطان «جلال الدين
أكبر»، الذى نادى بأن تكون «الهند» لأهلها من المسلمين
والهندوس. ظلت السلطة الفعلية فى أيدى السلاطين، إذ كانوا
يسيطرون على نظم الحكم كلها، فقويت البلاد فى عهد الحكام
الأقوياء، وسقطت بالسلاطين الضعفاء، ولم تكن للوزير أو
الوالى سلطات قوية. انقسمت إدارة الأراضى الزراعية للدولة إلى
نوعين، أولهما: إقطاع القادة والأمراء مساحات من الأرض،
ليقوموا على زراعتها ورعايتها، ثم ينفقوا من غلتها على
جنودهم وخدمهم وتابعيهم، والنوع الثانى: شبيه بما يحدث
اليوم؛ إذ كان الرجل يأخذ قطعة أرض مقابل الالتزام بدفع بدل
يؤديه إلى خزانة الدولة. ولعل العمارة كانت من أبرز مظاهر
الحضارة فى الإمبراطورية المغولية فى «الهند»، إذ اهتم بها
البابريون اهتمامًا بالغًا، وعمدوا إلى تعمير المدن، وأصبح لهم
طرازهم المعمارى المميز، الذى كان مزيجًا من فنون المسلمين
والهندوس، وكانت أهم سماته القباب البصلية الشكل؛ المرصعة
بالأحجار الكريمة، و «الميناء» و «الخزف»؛ فضلا عن الأقواس
الحادة، والأبواب الفخمة التى فى أعلاها نصف قبة، يُضاف إلى
ذلك «تاج محل» إحدى عجائب الدنيا، ذلك البناء الذى شيده
«شاهجهان» ليكون مثوى لزوجته «ممتاز محل» تخليدًا ووفاءً
لذكراها. عنى أباطرة «الدولة المغولية» عناية فائقة بالحركة
الفكرية بالهند، حيث ساهموا فى إخراج كتب قيمة للناس مثل
كتاب: «بابرنامه» الذى وضعه «بابر» عن نفسه وحكمه، وأظهر
هذا الكتاب إلمام «بابر» الواسع بالتاريخ وتقويم البلدان،
والعلوم العقلية والنقلية، كما أظهر إلمامه بالآداب العربية