الطابع الدينى على سلوكه، فكان يخرج فى شهرى شعبان
ورمضان من مقر إقامته ليوزع الأموال على الفقراء والمساكين
بالقيروان، واهتم «أبو إبراهيم» بالبناء والتعمير، وزاد فى
«مسجد القيروان»، وجدد «المسجد الجامع» بتونس، وحصَّن
مدينة «سوسة» وبنى سورها، كما اهتم بإمداد سكان المدن
بمياه الشرب، وقد تُوفى فى سنة (٢٤٩هـ=٨٦٣م). أبو محمد
زيادة الله الثانى [٢٤٩هـ=٨٦٣م]: تولى «أبو محمد» خلفًا لأخيه
«أبى إبراهيم أحمد»، ولم يستمر فى منصبه سوى عام واحد،
ثم تُوفى فى سنة (٢٥٠هـ=٨٦٤م). أبو عبد الله محمد بن أحمد
[٢٥٠هـ=٨٦٤م]: خلف عمه «أبا محمد زيادة» فى الإمارة فى سنة
(٢٥٠هـ=٨٦٤م). وقد اشتهر «أبو عبدالله» بأبى الغرانيق؛ لولعه
بصيد «الغرانيق»، وبنى لذلك قصرًا كبيرًا، أنفق عليه أموالا
كثيرةً، كما شاد الحصون والمحارس الكثيرة على سواحل البحر
المتوسط وتوفى «أبو الغرانيق» فى سنة (٢٦١هـ). إبراهيم بن
أحمد [٢٦١هـ=٨٧٥م]: ولى أمور الحكم عقب وفاة أخيه «أبى
الغرانيق» فى سنة (٢٦١هـ=٨٧٥م)، وامتد عهده أكثر من ثمانية
وعشرين عامًا؛ ظهر خلالها «أبو عبدالله الشيعى»، الذى
استقطب إلى دعوته الشيعية عددًا من القبائل، وقد اختلف
المؤرخون فى تقييم شخصية «إبراهيم بن أحمد»، فذكر بعضهم
أن عهده كان عهد استقرار وهدوء، وإقرار للعدل، وتأمين
للسبل، فضلا عن قيامه بإتمام بناء المسجد بتونس، وبناء
الحصون والمحارس على سواحل البحر، يضاف إلى ذلك تأسيسه
مدينة «رقادة»، وبناؤه جامعًا بها، فى حين يصفه «ابن خلدون»
بقوله: «وذكر أنه كان جائرًا، ظلومًا ويُؤخذ أنه أسرف فى
معاقبة المعارضين له بالقتل والتدمير، لكنه حاول فى أخريات
أيامه إصلاح ما أفسده، وبخاصة بعد ظهور داعية الشيعة «أبى
عبدالله» وانضمام كثير من الناس إلى دعوته، فأسقط المغارم،
ورفع المظالم عن طبقات الشعب الكادحة، كما تجاوز عن ضريبة
سنة بالنسبة إلى أهل الضياع، ووزع الأموال على الفقراء