سيطرة قبيلة «زناتة» على مدينة «تلمسان»، وقد توجه إلى
«تهيرت» بجنوده وأعادها إلى طاعته، كما توجه إلى
«تلمسان» وأعادها إلى حكمه فى سنة (٣٦٥هـ= ٩٧٦م). وفى
سنة (٣٧٣هـ=٩٨٤م) خرج الأمير «يوسف» على رأس جيوشه
لاستعادة «سجلماسة» من أيدى بعض الثوار الذين استولوا
عليها، ولكنه أصيب بمرض أودى بحياته فى شهر ذى الحجة
سنة (٣٧٣هـ= مايو ٩٨٤م). ٢ - المنصور بن يوسف بُلكِّين بن زيرى
[٣٧٣ - ٣٨٦هـ= ٩٨٤ - ٩٩٦م]: أوصى الأمير «يوسف بلكين» قبل
وفاته بالإمارة من بعده لابنه «المنصور» الذى كان بمدينة
«أشير» حين بلغه خبر وفاة والده، وأقبل عليه أهل «القيروان»
وغيرها من المدن، لتعزيته، وتهنئته بالولاية، فأحسن إليهم
وقال لهم: «إن أبى يوسف وجدى زيرى، كانا يأخذان الناس
بالسيف، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، ولست ممن يُولَّى بكتاب،
ويُعزل بكتاب»، وقصد «المنصور» من ذلك أن الخليفة الفاطمى
بمصر لا يقدر على عزله بكتاب. وقد واجهت «المنصور» عدة
مشاكل، كانت منها غارات قبائل «زناتة» المستمرة على المدن
المغربية فى سنة (٣٧٤هـ = ٩٨٥م)، واستيلاء «زيرى بن عطية
الزناتى» على مدينتى «فاس» و «سجلماسة»، مما دفع
«المنصور» إلى إرسال أخيه «يطوفت» على رأس جيش كبير
لمواجهة هذه القبائل، ودارت معركة كبيرة بين جموع الفريقين،
أسفرت عن هزيمة الصنهاجيين، وعودتهم إلى «أشير». ثم
تصدى الأمير «المنصور» فى سنة (٣٧٦هـ= ٩٨٦م) لعمه «أبى
البهار» الذى نهب مدينة «تهيرت»، ففر «أبو البهار» أمامه،
ودخل «المنصور» المدينة، وأعاد إلى أهلها الأمن والهدوء. ثم
تُوفى فى يوم الخميس (٣ من ربيع الأول سنة ٣٨٦هـ= مارس
٩٩٦م)، ودُفن بقصره. ٣ - باديس بن المنصور [٣٨٦ - ٤٠٦هـ=
٩٩٦ - ١٠١٥م]: وُلد «باديس» فى سنة (٣٧٤هـ=٩٨٥م)، وتكنى
بأبى مناد، وخلف أباه على «المغرب» فى سنة (٣٨٦هـ=٩٩٦م)،
وأتته الخلع والعهد بالولاية من «الحاكم بأمر الله الفاطمى» من