المتنوعة. أما الناحية الفكرية: فقد شهدت ازدهارًا كبيرًا وتطورًا
ملحوظًا، وبخاصة فى مدينة «القيروان» التى أصبحت فى طليعة
العواصم الإسلامية ذات الأثر فى تاريخ الفكر الإسلامى، وشهدت
مساجد المغرب المناظرات الفقهية والكلامية بين الشيعة،
والمالكيين من أهل السنة، وصمد علماء المذهب المالكى
وفقهاؤه رغم ما لاقوه من سجن وتعذيب على أيدى الشيعة
الفاطميين، وتعلق السكان بهذا المذهب، وأصبح مذهبهم
الرسمى منذ ذلك الوقت حتى الآن. وتطورت الحركة الأدبية فى
عهد «المعز بن باديس» الذى اشتهر بتشجيع أهل الأدب والعلم،
وأحسن معاملتهم، مثلما أخبرعنه «ياقوت» بقوله: وكانت
«القيروان» فى عهده وجهة العلماء والأدباء، يشدون إليها
الرحال من كل فجّ، لما يرونه من إقبال «المعز» على أهل العلم
والأدب وعنايته بهم. ثم كان لاختلاط الهلاليين بسكان «المغرب»
أثره الكبير فى تعريب جزء من هؤلاء السكان، حيث امتزج
المغاربة بالعرب الهلاليين على مر الأيام، وتزاوجا، فاختلطت
الدماء، وتعلم سكان البلاد الأصليون لغة الوافدين العرب،
فانتشرت اللغة العربية فى مناطق كثيرة من المغرب، ومن ثم
انتشرت الثقافة العربية بهذه البلاد.