١٣٢٥م)، و «محمد بن على العابد الأنصارى» الذى اختصر تفسير
الزمخشرى المتوفى عام (٧٦٢هـ= ١٣٦١م). أما علم الحديث فقد
ازدهر باعتباره المصدر الثانى للتشريع، ومن أبرز علمائه:
«عبدالمهيمن الحضرمى»، و «محمد بن عبدالرازق الجزولى»،
و «ابن رشيد» الذى تُوفى فى سنة (٧٢١هـ= ١٣٢١م). وقد تقدم
علم الفقه تقدمًا كبيرًا بسبب تشجيع سلاطين «بنى مرين»
للفقهاء؛ فكثرت المؤلفات، وظهر كثير من الفقهاء مثل: «محمد
بن محمد بن أحمد المقرى» المعروف بالمقرى الكبير المتوفى
عام (٧٥٨هـ= ١٣٥٧م)، و «أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن الجذامى»
الذى عُرف بالقباب المتوفى عام (٧٧٨هـ= ١٣٧٦م). وإلى جانب
هذه العلوم الدينية ازدهرت علوم اللغة، والنحو والتاريخ،
والسير، والرحلات، والجغرافيا، والفلك، والرياضيات، والفلسفة
والمنطق والطب، كما ازدهرت الحركة الأدبية، واشتهر عدد كبير
من الشعراء، مثل: «أبى القاسم رضوان البرجى» الذى تولى
وظيفة الإنشاء فى عهد «أبى عنان المرينى»، و «لسان الدين
بن الخطيب» أشهر الشعراء الأندلسيين الذين عاشوا مدة طويلة
بالدولة المرينية، وكذا اشتهر عدد كبير فى فن النثر، منهم: «ابن
خلدون» و «ابن مرزوق الخطيب». وأسهمت المكتبات إسهامًا
بارزًا فى تنشيط الحركة الفكرية، وكان السلطان «أبو عنان
المرينى» قد أفرد دارًا للكتب وزوَّدها بالكتب فى شتى مجالات
العلوم والمعرفة، واستخدم بها الأمناء لحفظ الكتب وترتيبها
وتصنيفها، وكذا لاستقبال الزائرين.