والزجاجية، والقطنية والحريرية، وكذلك التمور بأنواعها والتين
والحلى، أما وارداتهم فكانت الذهب وبعض التوابل. لم تختلف
طبقات المجتمع كثيرًا فى العهد الوطاسى عما سبقه من عهود،
واحتل الجيش مكانًا بارزًا، نظرًا لكثرة الحروب التى خاضها
الوطاسيون، وقد انقسم هذا الجيش إلى قسمين هما: الجيش
النظامى، وأفراده من البربر، ويضم: الفرسان والرماة وراشقى
السهام، والمشاة، والقسم الثانى: من المتطوعة من العرب
وغيرهم، وقد عرف جيش الوطاسيين نظام الحصون والحاميات.
وتوقف نشاط الوطاسيين العمرانى على مدينة «فاس»، ويرجع
ذلك إلى الأوضاع السياسية المضطربة التى سادت تلك الفترة،
وانصراف «بنى وطاس» إلى المعارك والحروب، وصرف
إمكاناتهم المادية فى التسليح والإنفاق على الجيش. وقد أدى
كل ذلك إلى توقف النشاط العمرانى، وتناقص عدد الفنادق
والمستشفيات، وقلة الاهتمام بالمرضى. شهدت العلوم الدينية
نشاطًا ملحوظًا، وبرز عدد كبير من العلماء فى المجالات كافة،
منهم: «أبو عبدالله بن أبى جمعة الهبطى»، صاحب كتاب:
«الوقف فى القرآن الكريم»، والمتوفى عام (٩٣٠هـ= ١٥٢٤م)،
والفقيه «محمد بن عبدالله بن عبدالواحد الفاسى» المتوفى عام
(٨٩٤هـ= ١٤٨٩م)، وألف «الوتشريشى» عدة كتب منها: «المعيار
المعزب، والجامع المعرب عن علماء إفريقية والأندلس والمغرب»،
وهو فى اثنى عشر جزءًا. وفى علم التاريخ برز القاضى «أبو
عبدالله محمد الكراسى الأندلسى»، الذى ألف منظومة عن «بنى
وطاس»، أسماها: «عروسة المسائل فيما لبنى وطاس من
فضائل». وتقع هذه المنظومة فى نحو ثلاثمائة بيت، وهى
المصدر الوحيد الذى يعتمد عليه المؤرخون فى التأريخ لهذه
الفترة، حيث لم يصل إليهم غيره. ويعد كتاب «وصف إفريقيا»
للجغرافى «حسن الزان» من أهم الكتب وأشهرها فى هذا
المجال، وقد تناول فيه جغرافية «إفريقية» عمومًا، و «المغرب
الأقصى»، و «مملكة فاس»، و «مملكة مراكش»، كما تناول