للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى سقط قتيلا، ومن ثم سقطت «دولة بنى وطاس». كان الحكم

وراثيا فى «بنى وطاس»، وكان السلطان يعين كبار مستشاريه

من كبار الشخصيات، وكان للسلطان أمين سر مهمته الإشراف

على أموال السلطان، كما كان السلطان يُعيِّن حكامًا على كل

مدينة، وجعل لهم الحق فى التصرف فى مواردها، وتزويد جيش

السلطان بالجنود من مدنهم، وتعيين وكلاء من طرفهم على

القبائل التى تسكن الجبال، وجباية الأموال، وأخضع السلطان

كل ذلك لسلطته، وأحكم قبضته على مقاليد الأمور، كما أخضع

كل موارد الدولة لخدمة الأغراض العسكرية. واتخذوا الوزراء من

أقاربهم، واستوزر «محمد الشيخ الوطاسى» أخويه «محمد

الحلو» و «الناصر أبا زكريا»، وعين مسعود بن الناصر خلفًا لأبيه

على الوزارة، وقد تنوعت اختصاصات الوزراء بين المهام

السياسية والحربية إلى جانب أعمالهم الإدارية. وتنوعت الوظائف

الإدارية وشملت: الباشا، والقائد، والقاضى، والمحتسب،

ويساعدهم مجموعة من الموظفين، منهم: الأمين والناظر، وأمين

المواريث. وقد نشطت حركات الاستقلال أثناء ضعف الحكومة

المركزية بفاس، وغياب سلطتها عن مناطق الأطراف، والمناطق

النائية. نجحت الزراعة نجاحًا عظيمًا، كعادتها ببلاد «المغرب»،

وكثرت المحاصيل وزادت أنواع الفواكه، وساعدت هجرة

الأندلسيين إلى «بلاد المغرب» على إدخال النظم الزراعية

الحديثة، واستحداث أنواع كثيرة من المحاصيل بالبلاد. وقد ترتب

على ازدهار الزراعة قيام صناعات كثيرة، إلى جانب الصناعات

التى كانت موجودة من قبل، واشتهرت «فاس» بصناعات الأحذية

والأوانى النحاسية والخيوط والمنسوجات. وكذلك صناعة الحلى.

ونشطت التجارة - خاصة فى أوقات السلم- وتوافرت الطرق

الداخلية التى تربط بين المدن، كما توافرت الطرق الرئيسية التى

تسير فيها القوافل من المدن المغربية وإليها، مثل: «سوسة»

و «درعة» اللتين حظيتا بنشاط تجارى كبير. وتنوعت صادرات

«المغرب» من الأوانى النحاسية، والمصنوعات الجلدية

<<  <  ج: ص:  >  >>