للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محاولتهم، واتفق الفريقان على اقتسام «بلاد المغرب الأقصى»،

ولكنهما دخلا فى صراع ثانية، وتوسع السعديون على حساب

أملاك الوطاسيين، ثم دخلوا مدينة «فاس»، وقتلوا السلطان

الوطاسى «أبا حسون على بن محمد بن أبى ذكرى» فى يوم

السبت (٢٤ من شوال سنة ٩٦١هـ=٢٢ من سبتمبر ١٥٥٤م)، وبدأ

السعديون بقيادة «محمد الشيخ السعدى» فى فرض نفوذهم

على بقية المناطق التابعة للوطاسيين، وهكذا سقطت دولة بنى

وطاس تعددت العلاقات الخارجية بين «بنى وطاس» و «دول

المغرب»، فضلا عن الإسبان والبرتغال، وحاولوا كسب ود

الحفصيين بتونس، وبايعوهم، ولكن هذا الود لم يدم، لأن

الحفصيين ساندوا ثورة «الشيظمى» التى استمرت نحو عشرين

عامًا، وكذلك حاول «بنو وطاس» مسالمة الإسبان والبرتغال،

وعقد «محمد الشيخ الوطاسى» مؤسس الدولة معاهدة سلام مع

البرتغال فى سنة (٨٧٦هـ= ١٤٧١م)، ولكن البرتغاليين نقضوا هذه

المعاهدة، ثم توالت الاتفاقات بين الطرفين. وقد تطورت العلاقات

بين «بنى وطاس» و «الإسبان»، أثناء الصراع الذى دار بين «ابن

حسون الوطاسى» والسعديين؛ حيث التمس «ابن حسون» العون

من الإسبان، وأعلن ولاءه لامبراطورهم، واستعداده لتسليمهم

«بادس» فى مقابل مساعدته فى استرداد عرش «فاس»،

وساعده الاسبان بالسفن والأموال، ولكنه فشل فى استعادة

عرشه، فلجأ إلى البرتغال، وساندوه بالجنود والأموال وعدة

الحرب، ولكن هذه المساعدات لم تحقق أغراضها؛ إذ حاصرتها

قوات الدولة العثمانية واستولت عليها، مما جعل «ابن حسون»

يلجأ إليهم طلبًا للعون فى مقابل الاعتراف بسلطة الخليفة

العثمانى، فمكَّنه العثمانيون من العودة إلى عاصمته «فاس»

ثانية فى سنة (٩٦١هـ= ١٥٥٤م)، ثم مالبث الأتراك أن سيطروا

على مقاليد الأمور بفاس، وضاق الناس بذلك، فاضطر «ابن

حسون» إلى تعويض الأتراك بمبالغ مالية كبيرة للرحيل عن

العاصمة، ففعلوا، وواصل «ابن حسون» نشاطه ضد السعديين،

<<  <  ج: ص:  >  >>