وقد سار «المأمون» (١٩٨ - ٢١٨هـ= ٨١٣ - ٨٣٣م) على سياسة والده
نفسها، فى استمرار النشاط العسكرى ضد البيزنطيين، وكان النصر
حليف المسلمين.
وتعدُّ معركة «عمورية» سنة (٢٢٣هـ= ٨٣٨م)، أبرز المعارك بين
المسلمين والبيزنطيين فى عهد «المعتصم بالله»، وكان سببها اعتداء
الإمبراطور البيزنطى «تيوفيل بن ميخائيل» على بعض الثغور
والحصون على حدود «الدولة الإسلامية»، وحين بلغ «المعتصم» ما
وقع للمسلمين فى هذه المدن، وصيحة امرأة مسلمة وقعت فى أسر
الروم: وامعتصماه، فأجابها وهو جالس على سريره: لبيك لبيك،
وجهز جيشًا ضخمًا أرسله على وجه السرعة لإنقاذ المسلمين، ثم خرج
بنفسه على رأس جيش كبير وفتح مدينة «عمورية»، وهى من أعظم
المدن البيزنطية، واستولى على ما بها من مغانم وأموال كثيرة جدا.
ب - الدولة الأموية بالأندلس:
وكانت علاقة العباسيين بها علاقة عداء وتربص، فقد استطاع
«عبدالرحمن بن معاوية» - بعد فراره من العباسيين إلى «الأندلس» -
أن يؤسس «الدولة الأموية» بالأندلس وعاصمتها «قرطبة» سنة
(١٣٨هـ= ٧٥٥م).
وقد حاولت الخلافة العباسية بسط نفوذها على بلاد «الأندلس»
والقضاء على «الدولة الأموية» بها، فدبَّر «أبو جعفر المنصور» ثورة
«العلاء بن مغيث الجذامى» فى مدينة «باجة» الأندلسية سنة (١٤٦هـ=
٧٦٣م)، وقام «المهدى» بمساندة الثورات الداخلية التى كانت تقوم
لحساب «الدولة العباسية»، ولكن كل هذه المحاولات والثورات باءت
بالفشل بسبب يقظة الأمير الأموى «عبد الرحمن الداخل» وحزمه، وقد
لقبه «أبو جعفر المنصور» بصقر قريش، بل إن «عبدالرحمن الداخل»
أشاع عزمه على غزو «الشام» وانتزاعه من «الدولة العباسية»،
وكتب إلى أنصاره فى «الشام» بذلك وعهد إلى ابنه «سليمان»
بولاية «الأندلس»، وذلك بغرض إزعاج «الدولة العباسية» وإرغامها
على وقف محاولاتها المستمرة لاسترداد بلاد «الأندلس».
ج - الدولة الكارولونجية: