جهودها بالنجاح وظفرت بالاستقلال، وقامت على أنقاض
إمبراطورية «الكانم والبرنو» عدة دول حديثة، هى جمهورية
«تشاد» التى استقلَّت عن «فرنسا» فى عام (١٣٨٠ هـ =
١٩٦٠م)، وهى دولة إسلامية يدين (٨٥%) من سكانها بالإسلام،
ويتكلمون اللغة العربية بجانب اللغات المحلية واللغة الفرنسية
هى اللغة الرسمية، وجمهورية «إفريقيا الوسطى» التى استقلَّت
عن «فرنسا» فى العام نفسه أيضًا، وتضم هذه الدولة الأطراف
الجنوبية من إمبراطورية «البرنو» التاريخية، ولذلك فإن نسبة
المسلمين فيها قليلة. وجمهورية «النيجر» التى استقلَّت عن
الفرنسيين فى العام نفسه، وضمت أغلب الأجزاء الشمالية
الغربية من إمبراطورية «البرنو» ولذلك فإن (٩٥%) من سكانها
مسلمون يتكلمون اللغة العربية بجانب اللغات المحلية، واللغة
الفرنسية هى اللغة الرسمية، و «نيجيريا» التى استقلَّت عن
«إنجلترا» فى عام (١٣٨١هـ = ١٩٦١م) وضمت إقليم «برنو» الذى
يقع غرب «بحيرة تشاد»، كما ضمت جميع بلاد «الهوسا»،
وأكثر من (٧٠%) من سكانها مسلمون يتكلم الكثير منهم اللغة
العربية ولغة الهوسا بجانب اللغة الإنجليزية، وهى اللغة
الرسمية، كذلك ضمت «جمهورية الكمرون» التى استقلَّت عن
«فرنسا» فى عام (١٣٨٠هـ = ١٩٦٠م) وتضم بعض الأجزاء
الجنوبية والجنوبية الشرقية من «برنو»، وكذلك فإن هذه الدولة
دولة إسلامية؛ إذ إن أكثر من (٥٥%) من سكانها مسلمون، واللغة
الفرنسية هى السائدة بجانب اللغة العربية واللهجات المحلية.
وإذا كنا قد تحدثنا عن التاريخ السياسى لسلطنة «الكانم
والبرنو» منذ أن أصبحت دولة إسلامية فى عام (٤٧٩هـ= ٦٨٠١م)
وحتى نهايتها على يد الاستعمار الفرنسى، فإن الواجب يحتم
علينا أن نتحدث باختصار عن الطابع الإسلامى ومظاهر الحياة
الإسلامية فى هذه السلطنة الكبيرة. وفى هذا الصدد نستطيع
القول بأن سلطنة «الكانم والبرنو» قد قامت بالدور نفسه الذى
قامت به سلطنتا «مالى» و «صنغى»؛ فقد اتصلت بالقوى