تسمى «بيرنى نجازرجامو» واتخذوها عاصمة لهم. ولما تطلعوا
إلى إعادة نفوذهم فى «كانم»؛ وقعت حروب كثيرة بينهم وبين
سلاطين «البولالا»، وتبادل الفريقان النصر والهزيمة، وخاصة فى
عهد «الماى إدريس بن عائشة» (٩٠٨ - ٩٣٢هـ = ١٥٠٢ - ١٥٢٦م)
الذى أنزل بالبولالا هزيمة ساحقة، واستولى على العاصمة
«جيمى» وأقام فيها فترة ثم عاد إلى عاصمته «بيرنى». وتابع
ابنه «الماى على بن إدريس» (٩٥٢ - ٩٥٣هـ = ١٥٤٥ - ١٥٤٦م)
محاربة «البولالا» حتى لُقِّب بحارق «البولالا»، ولم يلبث أن لَقِىَ
حتفه فى إحدى المعارك معهم. ولم يقضِ على خطرهم إلا «الماى
إدريس ألوما» (٩٧٨ - ١٠١١هـ = ١٥٧٠ - ١٦٠٢م) الذى أقام معهم
علاقة طيبة نتيجة ارتباط البيت البولالى بالأسرة السيفية برباط
المصاهرة، مما سهل على هذا الماى أن يقضى على خطر
«البولالا» وأن يعيد نفوذ أسرته إلى إقليم «كانم»، ووصلت
الإمبراطورية فى عهده إلى أقصى اتساعها وقوتها وازدهارها.
وكما تكالبت عوامل الضعف الداخلية والخارجية على
إمبراطوريتى «مالى» و «صنغى» حتى سقطتا، فقد تعرَّضت
إمبراطورية «البرنو» للظروف نفسها وشهدت النتيجة نفسها ذلك
أن الماى «إدريس ألوما» الذى بلغت الإمبراطورية فى عهده
قمتها وازدهارها خلفه حكام ضعاف لم يكونوا فى مثل قوته
وحزمه، بلغوا خمسة عشر سلطانًا على مدى قرنين ونصف قرن
من الزمان، حدث فى أثنائها كثير من الوقائع التى أدَّت إلى
القضاء على الإمبراطورية، فبالإضافة إلى ضعف هؤلاء المايات
أو السلاطين أصيبت البلاد بموجة من المجاعات المتلاحقة وصلت
إلى خمس مجاعات، استمرت إحداها أربع سنوات، وأخرى سبع
سنوات، ويدل تكرار حدوث هذه المجاعات على التدهور السريع
والضعف العام الذى أصاب البلاد نتيجة إهمال الزراعة وكثرة
الفتن والاضطرابات، فضلا عن ظهور أخطار جديدة تمثلت فى
ظهور قبائل وثنية فى منطقة «جومبى» تُسمى قبائل
«كوارارافا» اشتهرت بالقوة والشجاعة، وتمكنت من اجتياح