الإمبراطورية فى عهده حتى وصلت شرقًا إلى مشارف «وادى
النيل»، وغربًا قرب نهر «النيجر»، مما يعنى أن بلاد «الهوسا»
التى تشكِّل الآن «نيجيريا الشمالية» كانت تحت سيادته
وسلطانه، كما امتدت حدود بلاده شمالا حتى وصلت قرب «فزان»
الليبية واقتربت مساحتها من مساحة إمبراطورية «صنغى»
الإسلامية التى سبق الحديث عنها، ولكن هذه الإمبراطورية
الكبيرة لم تلبث أن دبَّ إليها الوهن نتيجة لعوامل كثيرة، منها
الانقسامات التى ظهرت بين أبناء الأسرة الحاكمة، وظهور خطر
قبائل «الصو»، التى كانت تسكن فى إقليم «بورنو» وقيامها
بمهاجمة عاصمة الدولة؛ وتمكنها من قتل أربعة من المايات.
كذلك اشتد خطر البولالا الذين ازدادوا ضراوة بعد أن تمكَّنوا من
إقامة سلطنة صغيرة لهم فى حوض «بحيرة فترى» واتخذوها
مركزًا لمناوأة أبناء عمومتهم من مايات «الكانم والبرنو». وقد
استطاعت سلطنة «البولالا» التى ظهرت قوتها فى عهد سلطانها
«عبدالجليل بن سيكوما» أن تشن حربًا شرسة ضد الأسرة
«السيفية الماغومية» الحاكمة فى «كانم»، وتمكن «عبدالجليل»
هذا من أن يقتل أربعة من المايات من هذه الأسرة. وقد انتهى
أمر الصراع بين الفريقين إلى طرد الأسرة «السيفية» الحاكمة
فى «كانم» إلى إقليم «بورنو» الذى يقع غرب «بحيرة تشاد»،
وذلك فى عهد «الماى عمر بن إدريس» (٧٨٨ - ٧٩٣هـ = ١٣٨٦ -
١٣٩١م) الذى استأنف حكمه من إقليم «برنو» فيما يعرف بعصر
سيادة «برنو»، هذا العصر الذى امتد حتى نهاية الدولة فى عام
(١٢٦٢هـ = ١٨٤٦م)، وقد ترك طرد الماغوميين السيفيين إلى
«برنو» فراغًا سياسيا فى «كانم»، ملأه «البولالا» الذين أقاموا
سلطنة كبيرة ضمت هذا الإقليم بالإضافة إلى إقليم «بحيرة
فترى» والمناطق المحيطة بها فى حوض «بحيرة تشاد». ورغم
ذلك فقد استمر الصراع بين «البولالا» وبين الماغوميين فى
مقرِّهم الجديد الذى جعلوه مركزًا لدولتهم، وبنوا فيه مدينة