المعتزلة المشهور «عبدالجبار بن أحمد» قاضى قضاة للرى سنة
(٣٦٧هـ= ٩٧٨م) لصلته بالصاحب بن عباد، ثم عزله «فخر الدولة»
سنة (٣٨٥هـ= ٩٩٥م) حينما تُوفِّى «الصاحب بن عباد». وتُوفِّى
«عضد الدولة» فى (شوال سنة ٣٧٢هـ= مارس سنة ٩٨٣م)، وعمره
ثمانٍ وأربعون سنة (٩)، وقد تركت وفاته فراغًا هائلاً تعذر على
خلفائه أن يملئوه. وكان أخطر ما ترتب على وفاة «عضد
الدولة»، الصراع الذى نشب بين أولاده الخمسة على السلطة،
وهم: «أبو كاليجار المرزبان» (صمصام الدولة)، و «أبو الحسين
أحمد»، و «أبو طاهر فيروز شاه»، و «أبو الفوارس شيرزيل»
الملقب «شرف الدولة»، و «أبو نصر فيروز» الملقب «بهاء
الدولة». وقد استقر الأمراء والقادة على اختيار «أبى كاليجار
المرزبان» ليكون خلفًا لأبيه «عضد الدولة»، ولقبوه «صمصام
الدولة» وأقر الخليفة «الطائع لله» هذا الاختيار وخلع على
«صمصام الدولة» سبع خلع، ولقبه «شمس الملة»، فلم يكن
للخليفة دور سوى إقرار ما يتفق عليه القادة والأمراء. وقد واجه
«صمصام الدولة» انشقاقًا من أخيه «شرف الدولة» الذى استطاع
الاستقلال ببلاد «فارس» والاستيلاء على «البصرة»، وتعيين
أخيه «أبى الحسين أحمد» نائبًا عنه فى حكمها، كما تمكن من
هزيمة الجيش الذى أرسله إليه «صمصام الدولة» ليسترد منه بلاد
«فارس». وقد استطاع «صمصام الدولة» استمالة عمه
«فخرالدولة» إلى صفه فى هذا الصراع، ولكن جنده فى
«بغداد» ثاروا عليه وأعلنوا بيعتهم لشرف الدولة، ورغم أن
«صمصام الدولة» قضى على هذه الثورة فإنه لم يستطع وضع
حد لازدياد قوة أخيه «شرف الدولة». ففى سنة (٣٧٥هـ= ٩٨٥م)
استولى «شرف الدولة» على «الأهواز» وقبض على أخيه «أبى
طاهر فيروز شاه» المناصر لصمصام الدولة، وفى (رمضان سنة
٣٧٦هـ= يناير سنة ٩٨٧م) استولى على «العراق» ودخل «بغداد»
وقبض على أخيه «صمصام الدولة»، فذهب إليه الخليفة وهنأه
بالسلطنة. لم يستمر «شرف الدولة» طويلاً فى إمارته على