رفض تسليم غرناطة وصمم على القتال، وفى عام (٨٩٦هـ =
١٤٩١م) قام الملك «فرناندو» بحصار غرناطة وأفسد زراعتها
وأقام حولها القواعد، ثم توصل الطرفان إلى معاهدة التسليم،
ودخل الملكان الكاثوليكيان مدينة غرناطة فى (الثانى من ربيع
الأول ٨٩٧هـ = الثانى من يناير ١٤٩٢م). بعض مظاهر الحضارة
بغرناطة فى عصر بنى نصر: ازداد عدد السكان فى مملكة
غرناطة بسبب تدفق المهاجرين إليها من المدن الأخرى وبسبب
هجرة المدجنين الذين أفتاهم فقهاؤهم بضرورة مغادرة البلاد
التى سقطت فى يد النصارى، فلجأ إليها العلماء والأدباء وعامة
الناس، كذلك عاش البربر الذين جاءوا لمعاونة غرناطة فى
حروبها ضد المسيحيين، كما تحدثت بعض المصادر عن عناصر
سودانية خارج مالقة، وعن صوفية وفدوا من الهند وخراسان
وبلاد فارس للمرابطة فى سبيل الله، هذا بالإضافة إلى الأفارقة
السود الذين عبروا إلى الأندلس منذ حركة الفتوح الأولى، وقد
تغلغل حب الانتماء إلى القبائل العربية بين الأندلسيين، ويذكر
فى هذا أن بنى نصر ملوك غرناطة ينسبون أنفسهم إلى
الصحابى الجليل «سعد بن عبادة» سيد الخزرج وأحد زعماء
الأنصار. العمارة فى مملكة غرناطة: كان لغرناطة مسجد جامع
من أبدع الجوامع وأحسنها منظرًا. لا يلاصقه بناء، قد قام سقفه
على أعمدة حسان، والماء يجرى داخله. وإلى جانب المسجد
الجامع وجدت مساجد أخرى مهمة مثل: مسجد الحمراء وعدد من
المساجد فى الأحياء المختلفة. واشتهرت مساجد غرناطة
باستخدام الرخام، كما عرفت المساجد الأندلسية بتجميل صحونها
بحدائق الفاكهة وأقيمت المآذن منفصلة عن المساجد يفصل بينها
صحن المسجد، وكانت المئذنة عبارة عن أربعة أبراج مربعة
وتتكون من طابقين، ويحيط بها سور يزين أعلاه بكرات معدنية
مختلفة، وحتى الآن توجد مئذنتان ترجعان إلى عصر دولة بنى
نصر، الأولى مئذنة مسجد تحول إلى كنيسة هى كنيسة «سان
خوان دى لوس ريس»، والثانى ببلدة «رندة» التى تحول