إلى الصقالبة الجدد الذين اشتراهم المنصور لحسابه ومن هؤلاء
جميعًا يتكون الحزب العامرى - وهم الذين قضوا على وحدة
الأندلس فيما بعد، ويتكون منهم ما يعرف بملوك الطوائف. ٢ -
انعدام المفهوم الأخلاقى عنده، وهذا جعل الناس يخافونه ولا
يحبونه، بل إن أنصاره ما كانوا يأمنونه؛ لأنه كان كثير التجسس
فكان يطلب من العبيد والجوارى أن يكونوا عيونًا فى بيوتهم
وأفسد أخلاق الناس بالرشوة ونحوها. ٣ - حجر المنصور على
الخليفة «هشام»، وتعيين ابنه «عبدالملك بن المنصور» وليا
لعهده، والتخلص من معارضيه بالتآمر والقتل. ولقى المنصور ربه
فى «مدينة سالم» فى (٢٧ من رمضان سنة ٣٩٢هـ = أغسطس
سنة ١٠٠٢م) كما أسلفنا وتولى الأمر من بعده ابنه عبدالملك
المظفر. عبدالملك المظفر بالله ابن المنصور [رمضان ٣٩٢ - صفر
٣٩٩هـ = أغسطس ١٠٠٢ - أكتوبر ١٠٠٨م]: صدر أمر الخليفة
«هشام» بتولية «عبدالملك» الحجابة بعد وفاة والده، وقضى
عبدالملك بسرعة على من أراد انتهاز الفرصة للعودة إلى حكم
الخليفة، وقد بدأ عهده بإسقاط سدس الجباية (الضرائب) عن
السكان بكل نواحى الأندلس فاستبشر الناس به خيرًا. سياسة
عبدالملك مع النصارى: ظن ملوك النصارى أن خطر الغزوات
الإسلامية عليهم سيقل بعد وفاة المنصور، لكنهم كانوا واهمين
لأن عبدالملك بدأ بعد أشهر قليلة من ولايته يستعد لغزوته
الأولى، ووفد إليه الزعماء والمتطوعة من المغرب وغيرها
للاشتراك معه، فرحَّب بهم وبذل لهم الأموال ووزع عليهم السلاح،
وخرج بالجيش من مدينة الزاهرة فى (شعبان ٣٩٣هـ = يونيو
١٠٠٣م)، وتوجه إلى مدينة «طليطلة»، ومنها إلى مدينة «سالم»،
حيث انضم إليه «الفتى واضح» فى قواته وقوات من النصارى
حسب اتفاقهم مع المنصور، ثم اتجه الجنود نحو الثغر الأعلى، ثم
من سرقسطة إلى «برشلونة»، حيث استولت القوات الإسلامية
على بعض الحصون المنيعة، واستولت على سبى ومغانم، ثم