وحارب الصليبيين، وحقق انتصارات عظيمة عليهم، وعزل القضاة
الشيعة، وجعل السنيين بدلا منهم، ثم أرسل إلى «نور الدين»
يطلب منه أن يُلحق به أسرته فوافق، وألحقهم به، فقويت
شوكته، وأحبه الناس لسلوكه وسيرته بينهم، فلما اطمأن «نور
الدين» إلى استقرار الأوضاع أرسل إلى «صلاح الدين» يطلب منه
إزالة الخلافة الفاطمية، والدعاء للخليفة العباسى، فرفض «صلاح
الدين» أول الأمر خوفًا من عواقب هذا الصنيع، ثم عمد إلى
التجربة -بعد أن شاور خلصاءه- فقرر أن يصعد واحد من الناس
المنبر قبل الخطيب، ويدعو للخليفة العباسى «المستضىء» ليرى
ماذا سيفعل الناس، فلما تم له ما أراد، ولم يثر أحد أسقط الدعاء
للعاضد وجعله للمستضىء، فكانت نهاية الدولة الفاطمية التى
حكم ملوكها الأوائل رقعة شاسعة من العالم امتدت من «المحيط
الأطلسى» غربًا إلى «الخليج العربى» شرقًا، ودُعى لأحد
خلفائها على منابر «بغداد» -عاصمة الخلافة العباسية - عامًا
بأكمله. وكان «العاضد» مريضًا حين سقطت دولته فآثر أهله عدم
إخباره حتى لا يفجع ويزداد مرضه، ولكنه لم يلبث طويلا وتُوفِّى
سنة (٥٦٧هـ). الحضارة والنظم فى العصر الفاطمى نظام الحكم:
قام نظام الحكم على نظرية الإمامة التى اعتبرها الشيعة حقا
لهم. إرثًا عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ويختلفون فى ذلك عن
أهل السنة القائلين بحق الأمة فى اختيار إمامها، كما يختلفون
مع الإمامية الإثنا عشرية الذين ساقوا الإمامة فى اثنى عشر
رجلا من آل البيت، كان آخرهم «محمد بن الحسن العسكرى»،
بينما وقف بها الإسماعيلية بعد «جعفر الصادق» عند ابنه
«إسماعيل» الذى نُسِبَت الدولة إليه، وركزت كلتا الطائفتين على
حق آل البيت فى الإمامة، وأن مهمة الإمامة هى الحفاظ على
تراث النبوة. الوزارة: هى أرفع المناصب بعد الخلافة، وكانت
تنقسم إلى: ١ - وزارة قلم. ٢ - وزارة سيف. وكان يُطلَق عليها
رتبة الوساطة أو السفارة فى أول عهد الدولة، ولم تظهر كلمة