للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقبال شهر رمضان حتى الآن، وأعلن «المعز» «القاهرة»

عاصمة للخلافة الفاطمية، فأصبحت «مصر» دار خلافة بعد أن

كانت دار إمارة. النفوذ الفاطمى يمتد إلى بلاد الشام: حينما

استقرت الأمور لجوهر الصقلى فى «مصر»، اتجه ببصره تجاه

بلاد الشام، وبذل جهودًا مضنية من أجل مد نفوذ سيده إلى هذه

البلاد، وجهز حملة كبيرة جعل قيادتها للقائد الكبير «جعفر ابن

فلاح»، الذى عُرِف بعقليته العسكرية الفريدة، فخرجت الحملة

قاصدة «دمشق»، واستولت فى طريقها على «الرملة»

و «طبرية»، فلما علم أهل «دمشق» بذلك خرجوا عن بكرة أبيهم

حاملين السلاح مشاة وفرسانًا لمواجهة هذه الحملة، والتقى

الطرفان، وبذل أهالى «دمشق» كل ما فى وسعهم، إلا أنهم

هُزِموا فى النهاية، ودخل «جعفر» وجنوده المدينة، فاعتبرها

الجنود غنيمة ونهبوها، ولم يكبح «جعفر» - بطبيعته الحربية -

جماحهم، فقامت الثورة فى «دمشق»، وتمكن «جعفر» من

السيطرة عليها، وقبض على زعمائها، فهدأت الأحوال، وأُقيمت

الخطبة للمعز الفاطمى فى المحرم سنة (٣٥٩هـ)، وزال سلطان

العباسيين فى الشام. وقد توالى على حكم الدولة الفاطمية عدد

من الخلفاء هم: ١ - عبيد الله المهدى. ٢ - القائم. ٣ - المنصور. ٤ -

المعز. ٥ - العزيز. ٦ - الحاكم. ٧ - الظاهر. ٨ - المستنصر. ٩ -

المستعلى. ١٠ - الآمر. ١١ - الحافظ. ١٢ - الظافر. ١٣ - الفائز. ١٤ -

العاضد. انهيار الدولة الفاطمية: حين علا «صلاح الدين الأيوبى»

كرسى الوزارة فى الدولة الفاطمية، حدث الصدام المتوقع بين

المذهبين الشيعى والسنى، فسلب الوزير السنى من الخليفة

«العاضد» الشيعى كل سلطانه، وبات الخليفة كالمحجور عليه،

وصار حبيس قصره، فاستاء أتباع الخليفة وجنوده من هذا

الوضع وقاموا بثورة عارمة، نجح الوزير «صلاح الدين» فى

تشتيتها، فاضطر مشعلوها إلى الهرب نحو صعيد «مصر»، فعمل

«صلاح الدين» على تثبيت قدميه، وتوطيد علاقته بالناس،

<<  <  ج: ص:  >  >>