بنى بها «الجامع الأزهر» لينشر من داخله المذهب الشيعى.
و «الأزهر» هو أول مسجد شُيِّدَ فى «القاهرة» المعزية، وأقيمت
فيه الصلاة لأول مرة فى (١٧ من رمضان سنة ٣٦٠هـ)، وقد
اختلف المؤرخون فى سبب تسميته بالأزهر، فقال فريق سُمِّى
بهذا الاسم نسبة وتكريمًا للسيدة فاطمة الزهراء. وقال فريق
آخر: تفاؤلا بما سيكون عليه أمر هذا المسجد من شأن عظيم.
وقال فريق ثالث: سُمى بذلك لأنه كان محاطًا بالقصور الزاهرة
التى بنيت عند إنشاء «القاهرة». وأيا كانت نسبة هذه التسمية
إلى الجامع الأزهر؛ فهو يُعد -الآن- أعظم جامعة إسلامية تُدَّرَسُ
فيها العلوم الدينية والعلوم العقلية، ويقصده آلاف الطلاب من
مختلف أرجاء العالم الإسلامى، وقد أدى خدمات عظيمة للعلم
فى مختلف العصور، ونشره فى شتى بقاع العالم. إبراز
المظاهر الشيعية فى مصر: لما رأى «جوهر» أن دعائم ملك
الفاطميين قد توطدت فى «مصر»، عمل على تحقيق ما جاء من
أجله، فزاد فى الأذان عبارة: «حى على خير العمل»، وجهر
بالبسملة فى قراءة القرآن فى الصلاة، وزاد فى خطبة الجمعة
ما يلى: «اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلى علىّ المرتضَى،
وفاطمةَ البتول، وعلى الحسن والحسين سبطى الرسول؛ الذين
أذهبت عنهم الرجس، وطهرتهم تطهيرًا. الله صلِّ على الأئمة
الراشدين آباء أمير المؤمنين الهادين المهتدين»، ونقش على
جدران «مسجد الفسطاط» شعار العلويين باللون الأخضر، كما
أضاف فى أول خطبة بالجامع الأزهر عبارة: «السلام على الأئمة
آباء أمير المؤمنين المعز لدين الله»، وضرب العملة باسم الخليفة
«المعز»، وألغى السواد شعار العباسيين، وعمم الملابس
الخضراء شعار العلويين، ثم أرسل إلى «المعز» يستدعيه إلى
«مصر»، فوافقه «المعز»، وخرج من «المنصورية» بالمغرب فى
شوَّال سنة (٣٦١هـ)، ووصل إلى «القاهرة» فى رمضان سنة
(٣٦٢هـ)، واستقبله أهل «مصر» بالفوانيس، فأصبحت عادة فى