بتنفيذ أوامر السلطة العليا. ٢ - ديوان المالية، ويقوم بجباية
الأموال وإنفاقها. ٣ - ديوان الإدارة المحلية التى تحكم الولايات.
وتفرع عن كل ديوان من هذه الدواوين أقسام عديدة، كان لكل
منها عمل معين، وعلى الرغم من محاولة «جوهر الصقلى» إحلال
المغاربة محل المصريين فى الوظائف الإدارية، فإنه فشل فى
ذلك، لجهل البربر بدقائق الإدارة، فبقى المصريون من المسلمين
وأهل الذمة فى مناصبهم الإدارية، وتشير المصادر التاريخية إلى
استخدام القبط واليهود - بكثرة - فى مختلف دواوين الدولة.
النظام الدينى: أطلِق لقب: «أصحاب الوظائف الدينية» على علماء
الدين فى العصر الفاطمى، وكانت هذه الوظائف تضم: ١ -
القضاء: ويعتمد على التشريع الإسماعيلى. ٢ - الدعوة: وتعتمد
على العقيدة الشيعية للدولة. ويتفق التشريع الشيعى مع
التشريع السنى فى أن كلا منهما يعتمد على القرآن الكريم
والسنة النبوية كأساس للتشريع، مع اختلاف جوهرى هو أن
الفاطميين وضعوا تأويلا باطنيا لنصوص القرآن والسنة؛ فالصلاة
- مثلا - هى الفرائض الخمس المعروفة، ولكن معناها الباطنى هو
الإخلاص للإمام الباطنى، ولذلك لا يقبلون من الأحاديث إلا ما رواه
آل البيت ونُقل عنهم، حتى وإن كانت هناك أحاديث مشتركة بين
الطرفين اختلف رواتها. لم يمنع المذهب الشيعى الاجتهاد، ولكنه
اشترط أن يكون هذا الاجتهاد قائمًا على الأصول التى وضعها
الفاطميون، ولذا أصبح اجتهاد الشيعة مقيدًا. تولى أصحاب
الوظائف الدينية الإشراف على القضاء فى أرجاء الخلافة، فكان
منهم: قاضى القضاة، وصاحب المظالم، والمحتسب، وصاحب
الشرطة. وقامت الدعوة على أسس العقيدة الشيعية؛ لأن الدولة
الفاطمية دولة قامت على أسس مذهبية، وكانت دعوتها تُسمَّى
رسميا: الدعوة الهادية، أو الدعوة العلوية، وكان الهدف من
هذه الدعوة تأييد حكم الفاطميين ليترسخ فى النفوس حق
الفاطميين فى حكم العالم الإسلامى، فأيدت حق الإمام المطلق