المجلس نكسن رءوسهن إجلالا له. كذلك برع المصريون فى
صناعة الأطباق والصحاف والزجاج، لدرجة أنهم استطاعوا إنتاج
نوع شفاف من الزجاج يشبه «الزمرد» لنقائه الشديد فكان يباع
بالوزن. وقد نشطت التجارة بين «مصر» والعالم نشاطًا ملحوظًا،
وكانت حركة السفن التجارية لا تتوقف غدوا ورواحًا بميناءى
«عيذاب»، و «القلزم» (السويس)، وكانت نسبة الضرائب تزيد
وتنقص تبعًا لزيادة المحصول وقلته نتيجة الزيادة أو النقصان
فى ماء النيل، وبلغت ضريبة الفدان فى عهد «المعز» سبعة
دنانير، وبلغت ضريبة الرءوس دينارًا وربع الدينار عن كل فرد،
ثم كانت الجزية التى تُحصَّل من قادرى اليهود والنصارى دون
ظلم أو إجحاف مقابل رعايتهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية،
ولم تكن الجزية مبلغًا كبيرًا لقلة عدد اليهود والنصارى بعد تحول
معظم المصريين إلى الإسلام. وفرضت الضرائب على الصناع
والحرفيين، وروعى فيها العدل -غالبًا- أثناء قوة الخلافة
الفاطمية وخلفائها، فلما حَلَّ الضعف بها وتسلط الوزراء على
الخلفاء والبلاد؛ أُهملَت النواحى الاقتصادية، ولم يراعِ هؤلاء
الوزراء حالة المواطنين، فكان ذلك سببًا فى فتح أبواب البلاد
أمام الطامعين. طوائف الشعب: كان سواد الشعب المصرى من
أهل السنة حين دخلها الفاطميون، فحاولوا نشر مذهبهم الشيعى
بالترغيب مرة وبالترهيب أخرى، ومنحوا العطايا والهبات، فكان
لذلك أثره الكبير فى اعتناق الكثيرين للمذهب الشيعى، فضلا
عن رغبة البعض فى الإبقاء على وظائفهم؛ إذ تحتم على من
يرغب فى الإبقاء على وظيفته اعتناق المذهب الشيعى. وكان
المغاربة وعلى رأسهم الكتاميون الذين قدموا مع الجيش
الفاطمى، وقامت دولة الفاطميين بسواعدهم - ضمن طوائف
الشعب بعد أن استقر لهم الأمر، وطاب لهم العيش بمصر، وكذلك
كان هناك أهل الذمة من اليهود والنصارى؛ الذين تقلدوا مناصب
رفيعة. وشغلوا معظم الوظائف المالية، تُضاف إليهم طائفة