«الظاهر» «قصر اللؤلؤ»؛ الذى يُعدُّ من أجمل قصور العصر
الفاطمى، وظل مكانًا يلجأ إليه الخلفاء من بعده وقت فيضان
النيل. ولنا أن نشير إلى اهتمام خلفاء الدولة الفاطمية ووزرائها
بإقامة المنشآت على النيل؛ لتوزيع المياه بطريقة تكفل زراعة
أكبر مساحة من الأراضى. الحالة الاقتصادية: وجَّه الفاطميون
اهتمامهم إلى الزراعة والصناعة والتجارة، وفرضوا الضرائب
على بعض المنتجات، فقد قاست «مصر» الأمرَّين فى أواخر
الدولة الإخشيدية؛ حيث انخفض ماء النيل، وعم القحط وانتشر
الوباء لدرجة أن الناس عجزوا عن تكفين موتاهم، فلما فتح
«جوهر» «مصر»، منع احتكار الحبوب، وعهد إلى المحتسب
برقابتها فى الأسواق، ثم عاد الخير إلى «مصر» ثانية بعودة
مياه النيل إلى الزيادة، فبلغت الأرض المنزرعة فى عهد «المعز»
(٢٨٥ ألف فدان)، وارتقت البلاد زراعيا بفضل إنشاء القناطر
وإقامة السدود، وتنظيف الترع والمصارف، ثم حدثت المجاعة
التى عُرفَت بالشدة العظمى فى عهد «المستنصر». بزغ نجم
«مصر» عاليًا فى مجال الصناعة فى عهد الفاطميين، وبرع
المصريون فى صناعة المنسوجات، وزادت ثروتهم من صادرات
هذه الصناعة لاسيما منتجات «دمياط» و «تنيس» و «الأشمونيين»،
التى نالت منسوجاتها شهرة عالمية. كذلك ارتقت صناعات الفرش
والسجاد والسيرج والذهب والفضة، ورُصِّع عرش الخلافة الفاطمية
بمائة وسبعةَ عشر ألف مثقال من الذهب، ووُضع ستار قبالة هذا
العرش رُصِّع بألف وخمسمائة وستين قطعة من الجواهر المختلفة
الألوان، وحُلى بثلاثمائة ألف مثقال من الذهب الخالص، وكان
لدى المستنصر طاووس من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة،
وعيناه من الياقوت، وريشه من الزجاج المموه بالذهب، كما وجد
بدار الوزير «الأفضل» ثمانية تماثيل لثمانى جوارٍ متقابلات، أربع
منهن بيضاوات والأربع الأخر لونهن أسود، مرتديات أفخر
الثياب، متزينات بأثمن الجواهر، إذا دخل «الأفضل» من باب