الأتراك الذين كثر عددهم منذ عهد الطولونيين، وظلوا بمصر، فدار
بينهم وبين المغاربة تطاحن وتنابذ فى عهد الحاكم، أما
السودانيون فقد كثر عددهم منذ «كافور الإخشيدى»، وقويت
شوكتهم فى عهد «الحاكم»، فاستعان عليهم بالأتراك، ثم زاد
خطرهم ثانية وقويت شوكتهم حين تزوج «الظاهر» واحدة منهم.
مكانة المرأة: كان للنساء شأن كبير فى الدولة الفاطمية، لدرجة
أنهن كن يتدخلن فى توجيه سياسة الدولة، وحققت الكثيرات
منهن ثروات طائلة، مثل: «رشيدة ابنة المعز لدين الله»، التى
بلغت ثروتها مليونًا وسبعمائة ألف دينار، وكان لأختها «عبدة»
خزائن عديدة ملأى بالحلى، وصناديق كثيرة يحوى كل منها
خمسة أكياس من «الزمرد» وثلاثمائة قطعة فضية وثلاثين ألف
ثوب صقلى وغير ذلك، وامتلكت الملكة «تغريد» زوج «المعز»
أموالا طائلة، وشيَّدت مسجدًا بالقرافة. تزوج «العزيز» امرأة
نصرانية من الروم، وعين أخويها بطريركين بالإسكندرية و «بيت
المقدس»، وولدت «للعزيز» ابنه «الحاكم» وابنته «ست الملك»،
فكان لها نفوذ كبير، ثم كان لابنتها «ست الملك» من النفوذ
والدهاء ما مكنها من تأجيل انهيار الدولة الفاطمية فترة طويلة
بعد أن أزاحت «الحاكم» عن العرش، كما سبق ذكره، وتركت
«ست الملك» ثروة ضخمة كان منها ثمانمائة جارية وعدد كبير
من الأحجار الكريمة، وبلغت مخصصاتها السنوية خمسين ألف
دينار، وكانت زوجة «الظاهر» وهى أم «المستنصر» من النساء
اللاتى حظين بنفوذ كبير فى الدولة الفاطمية، فأكثرت من بنى
جلدتها السودانيين حتى وصل عددهم إلى خمسين ألفًا. لم يكن
لنساء العامة أى أثر فى الحياة السياسية، ولم تذكر المصادر
أى نشاط لهن فى الدولة الفاطمية، فقد كان ذلك مقصورًا على
نساء الطبقة الحاكمة. المواسم والأعياد: كان للمصريين أعيادهم
المختلفة ومواسمهم المعينة قبل الفتح الإسلامى، علاوة على ما
استجد من الأعياد الدينية بعد الفتح الإسلامى، وبما أن الدولة