الفاطمية دولة دينية مذهبية، فقد كانت الحفلات بالنسبة إلى
خلفائها مناسبة لتأكيد عقيدتهم، وعملوا على صبغها بالصبغة
المذهبية، فمن الأعياد التى كانت موجودة قبل الفتح الإسلامى
وظلت باقية بعده «عيد وفاء النيل» الذى ظل تقليدًا بعد الفتح
مع إدخال بعض التعديلات على الاحتفال به لتتناسب مع الدين
الإسلامى، وكان هناك «عيد الغطاس» الذى يحتفل فيه النصارى
بذكرى المسيح فى ليلة (١١ من طوبة = ٩من يناير)، وذكر
«المقريزى» أنها أحسن ليلة تكون بمصر وأشملها سرورًا ولا
تغلق فيها الدروب»، وعيد «النوروز» الذى يقول عنه
«المقريزى»: «إنه أول السنة القبطية بمصر، وهو أول يوم من
توت، و «عيد الميلاد» فى (٢٩ من كيهك)، و «خميس العهد». أما
الأعياد والمواسم الدينية التى عرفها المصريون بعد الفتح
الإسلامى؛ فلم تأخذ شكلها الفخم ومظهرها الرائع إلا بعد مجىء
الفاطميين، ومن أشهر هذه الأعياد: «عيد رأس السنة الهجرية»،
الذى كانوا يعدون العدة للاحتفال به ابتداء من العشر الأواخر من
شهر ذى الحجة، فكان الاحتفال به مثالا للروعة والبهاء، كما
كان لهم كبير اعتناء بليلة أول المحرم من كل عام، وبأعياد
ليالى الوقود الأربعة وهى: الأول من رجب ونصفه، والأول من
شعبان ونصفه، وكذلك بعيدى «الفطر» و «الأضحى»، وفيهما
تُقَام الولائم وتُعدُّ الموائد للشعب، وفى الثانى عشر من شهر
ربيع الأول من كل عام يقام الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
بمراسم خاصة فخمة تليق بالمكانة العظيمة للنبى - صلى الله عليه
وسلم - فى نفوس المسلمين. ذلك بالإضافة إلى أعياد الشيعة
المذهبية كعيد «غديرخم» نسبة إلى الغدير الموجود بهذا الاسم
بين «مكة» و «المدينة»، ويذكر الشيعة أن النبى - صلى الله عليه
وسلم - نزل بموضع «الغدير»، وآخى «علىَّ بن أبى طالب» فى
عودته من «مكة» إلى «المدينة» بعد حجة الوداع سنة (١٠هـ)، ثم
قال - صلى الله عليه وسلم -: «علىٌّ منى كهارون من موسى،