«دمشق» بعد وفاة «عماد الدين زنكى»، ثم دخل فى خدمة «نور
الدين بن عماد الدين زنكى» سلطان «حلب»، فاستعان «نور
الدين» بشيركوه وابن أخيه «صلاح الدين» فى ضم «مصر» إليه.
قيام الدولة الأيوبية: فى أواخر العصر الفاطمى قام صراع محموم
بين «شاور» و «ضرغام» على منصب الوزارة، فاستنجد «شاور»
بنور الدين محمود، فلبى نداءه وأرسل حملة كبيرة تحت قيادة
«شيركوه» ومعه ابن أخيه «صلاح الدين»، فكان النصر حليف
الحملة على «ضرغام» والصليبيين الذين استنجد بهم، وقُتل
«شاور» فى المعركة، فاعتلى «أسد الدين شيركوه» كرسى
الوزارة، ولكنه تُوفِّى بعد قليل، فخلفه فى المنصب ابن أخيه
«صلاح الدين» سنة (٥٦٥هـ) وهو فى الثانية والثلاثين من عمره.
عمل «صلاح الدين» على توطيد مركزه فى «مصر»؛ لتأسيس
دولة قوية تحل محل الدولة الفاطمية التى ضعفت، وتحقق له ذلك
بعد وفاة «العاضد» آخر خلفاء الدولة الفاطمية سنة (٥٦٧هـ).
العقبات التى اعترضت صلاح الدين: لم تكن الأوضاع مهيأة أمام
«صلاح الدين» لإقامة دولة إسلامية يكون هو مؤسسها
وسلطانها، خاصة أن العالم الإسلامى كان مفككًا وضعيفًا
ويحيط به الأعداء من كل جانب، بالإضافة إلى كونه نائبًا عن
«نور الدين محمود» فى «مصر» التى يطمع الصليبيون وبقايا
الفاطميين فى امتلاكها والسيطرة عليها، فعمل على مواجهة
هذه العقبات والقضاء عليها واحدة بعد الأخرى كالآتى: أ -
إلغاء المذهب الشيعى فى مصر: كان «صلاح الدين» وزيرًا سنيا
فى دولة شيعية، وتولَّى أكبر المناصب بعد الخليفة، وأصبحت له
الكلمة العليا فى إدارة شئون البلاد، فتحولت مهمته المؤقتة التى
جاء من أجلها مع عمه «شيركوه»، إلى إقامة دائمة بمصر مع
ولائه لسيده «نور الدين محمود»، وحذف اسم الخليفة الفاطمى
«العاضد» من الخطبة، وجعلها للخليفة العباسى ولسيده
«نورالدين» من بعده، فزاد حاسدو «صلاح الدين»، وأدرك أن
تعدد المذاهب هو السبب الرئيسى فى ضعف المسلمين، فعمل