على إلغاء المذهب الشيعى فى «مصر»، وتم له ما أراد، وهوى
نجم الدولة الفاطمية، وسقطت، وتولى «صلاح الدين» رئاسة
الدولة بعد صراع مرير مع بقايا الفاطميين وأنصارهم، وأصبح
المذهب السنى هو مذهب البلاد. ب - الفتن الداخلية: لاشك أن
الإصلاح الحقيقى لأى بلد يحتاج إلى فترة كى يتفهمه الناس
ويشعروا به، لذا فقد صعب على دعاة الفتن مسعى «صلاح
الدين» لإصلاح أمر الأمة وتأسيس دولة قوية، خاصة أن الأعداء
يحيطون بمصر من كل جانب، فقامت حركات مناهضة لما يقوم به
«صلاح الدين»، وكان من أشدها وأخطرها: الحركة التى قادها
الشاعر «عمارة اليمن»، الذى طالما مدح الفاطميين وأيامهم،
واعتبر الأيوبيين مغتصبين للعرش الفاطمى، فعمل على إعادة
الحكم للفاطميين، ودعا عددًا كبيرًا من الجند، وانضم إليه
المناصرون وبقايا الفاطميين، وأصبحت حركته خطرًا يهدد دولة
الأيوبيين الوليدة، إلا أن «صلاح الدين» تمكن من إفشالها،
وقبض على قادتها، وما كادت الأوضاع تهدأ حتى قامت فتنة
أخرى فى «أسوان» تدعو إلى عودة البيت الفاطمى، فأرسل
«صلاح الدين» أخاه «العادل» الذى تمكن من دخول «أسوان»
والقضاء على هذه الفتنة فى سنة (٥٧٠هـ). ج - تطور العلاقة
بين صلاح الدين ونور الدين محمود: لم تكن الفتن الداخلية هى
العقبة الوحيدة التى واجهت «صلاح الدين» فى بداية حكمه لمصر
فحسب، ولكنه كان أحد قواد «نور الدين محمود»، وحكم
«مصر» نيابة عنه، وذكر اسمه فى الخطبة بعد الخليفة العباسى،
وضرب السكة باسمه. وقد كانت تبعية «صلاح الدين» لنور الدين
تبعية اسمية، ولم يتدخل «نور الدين» فى شئونه، وكان هو
الحاكم الفعلى لمصر، وله جيشه وحاشيته، ويتمتع بحب رعيته،
ولكن «نور الدين» كان يعتمد على مساعداته لصد أعدائه من
السلاجقة والصليبيين، إلا أن الفتن الداخلية التى قامت فى وجه
«صلاح الدين» لم تمكنه من مساعدة «نور الدين» فى حربه،
وظل على ذلك حتى وفاة «نورالدين» سنة (٥٦٩هـ)، فتولى من