للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن» سنة (٧٤٨هـ)، وهو لايزال فى الحادية عشرة من عمره،

ولم يلبث أن عُزل، ثم عاد وتولى السلطنة ثانية فى سنة

(٧٥٥هـ)، وظل على العرش ست سنوات ونصف السنة، فعاد فى

عهده الاهتمام بالعمائر الإسلامية، وبنى مسجده الشهير

المعروف باسمه «مسجد السلطان حسن» بالقاهرة، ومع ذلك فقد

ظلت حالة عدم الاستقرار فى البلاد سائدة، فكانت فرصة سانحة

لظهور دولة المماليك الثانية المعروفة «بدولة المماليك البرجية».

كان «حاجى بن شعبان» آخر سلاطين المماليك من بيت الناصر،

وآخر سلاطين دولة المماليك البحرية فى الوقت نفسه، وكان

«حاجى» صغير السن حين اعتلى عرش السلطنة؛ إذ كانت سنُّه

عشر سنوات، فعُيِّن «برقوق» أتابكًا له، واستغل حداثة سِنِّه

وضعفه، واستدعى الخليفة، والقضاة الأربعة والأمراء، وخاطبهم

«القاضى بدر الدين بن فضل» بقوله: «يا أمير المؤمنين،

وياسادتى القضاة: إن أحوال المملكة قد فسدت، والوقت قد

ضاق، ونحن محتاجون إلى إقامة سلطان كبير تجتمع فيه

الكلمة، ويسكن الاضطراب»، فاستقر الرأى على خلع الملك

الصالح «حاجى»، وأن يتولى «برقوق» مسئولية البلاد، فاعتلى

عرش السلطنة رسميا، وانتهت بذلك دولة المماليك البحرية بعد أن

حكمت مائة وستا وثلاثين سنة. عُرفت الدولة الجديدة باسم:

«دولة المماليك البرجية»، لأن سلاطينها كانوا ينتمون إلى لواء

من الجند كان مقيمًا فى أبراج القلعة وأطلق على جنوده اسم

«المماليك البرجية» لتمييزهم عن «المماليك البحرية» الذين كانت

إقامتهم بجزيرة الروضة، وقد عُرف «البرجية» كذلك باسم:

«المماليك الجراكسة» أو الشراكسة، نسبة إلى موطنهم الأصلى

الذى أتوا منه وهو: «ُورُيا» و «بلاد الشركس» (القوقاز)، وفيما

يلىأهم سلاطين هذه الدولة السلطان برقوق [٧٨٤ - ٨٠١هـ =

١٣٨٢ - ١٣٩٩م]: السلطان فرج بن برقوق [٨٠١ - ٨١٥هـ = ١٣٩٩ -

١٤١٢م]: السلطان «شيخ المؤيد» [٨١٥ - ٨٢٤ هـ = ١٤١٢ -

<<  <  ج: ص:  >  >>