للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقرا لهم. تكوين الجيش: كان جيش المماليك يتكون -عادة- من

المماليك السلطانية وجنود الحلقة، وكانت لكل فريق من هاتين

الطائفتين مرتبة لا يتجاوزها إلى غيرها، فالمماليك السلطانية

هم مماليك السلطان، وتنفق عليهم الخاصة السلطانية، لأنهم حرس

السلطان الخاص، وكان لهم نظام دقيق فى التدرج القيادى رتبة

بعد رتبة، فمنهم من أطلق عليه أمير خمسة، وأمير عشرة،

وأمير أربعين، وكذلك أمير مائتين، وكانت لكل صاحب لقب من

هذه الألقاب واجبات والتزامات معينة، فأمير خمسة يكون فى

خدمته خمسة مماليك، وأمير عشرة تكون عدته عشرة مماليك،

أما «أمير الأربعين» فكان يطلق عليه «أمير طبلخانة» لحقه فى

دق الطبول على قصره كما يحدث للسلطان، ولم يكن لطبقة

الأمراء هذه ضابط فى عدد أتباعها من المماليك، فقد يتفاوت

عدد مَنْ يكون فى خدمة كل أمير منهم ما بين أربعين وثمانين

مملوكًا، أما «أمير مائة» فكان فى خدمته «مائة» مملوك، ومقدم

فى الوقت نفسه على ألف جندى فى الحروب، فيقال: «أمير

مائة مقدم ألف». أما جنود الحلقة فكان لكل أربعين جنديا منهم

رئيس لا حكم له عليهم إلا إذا خرجوا إلى القتال، فيقوم بترتيبهم

فى أماكنهم، وليس له الحق فى أن يُبعد أحدهم من الخدمة إلا

بإذن من السلطان. كانت هناك طائفة أخرى من المماليك تضاف

إلى الطائفتين السابقتين، وهى طائفة مماليك الأمراء التى كان

ينفق عليها أمراؤها، فقد كان مماليك هذه الفئة يحرسون

أمراءهم ويساعدونهم على أعدائهم. ولم تكن مرتبات الجند

ثابتة، وقد استبدل نظام المرتبات بإقطاعات كان السلطان

يمنحها لهم ليتمتعوا بغلاتها وإيراداتها، فبات أمراؤهم - خاصة

أمراء المماليك السلطانية - ذوى ثروة كبيرة ونفوذ عظيم، ذلك

إذا وضعنا فى الاعتبار أن السلطان كان يمنحهم جزءًا من

الغنائم، ورواتب أخرى من اللحم والتوابل والعليق والزيت.

البحرية فى عهد المماليك: عندما آلت السلطة إلى سلاطين

<<  <  ج: ص:  >  >>