و «ديوان المرتجعات»، ويشرف صاحبه على الأمور الخاصة
بتركات الأمراء، وكذلك كانت هناك دواوين أخرى ذكرها
«القلقشندى» على أنها دواوين مستقلة، ولكنها لم تكن - فى
حقيقة الأمر - سوى إدارات تتصل اتصالا مباشرًا بالقصر
السلطانى، أو بأحد الدواوين الرئيسية السابقة، وذكر
«القلقشندى» منها - مثلا - «ديوان الإصطبلات»، و «ديوان
المواريث»، و «ديوان الخزانة» و «ديوان العمائر»، و «ديوان
المستأجرات». سارت دواوين الحكومة فى عصر المماليك على
نسق واحد من حيث التنظيم الإدارى، فكان على رأس كل ديوان
موظف كبير هو «ناظر الديوان»، وكانت مهام عمله تشبه إلى
حد كبير ما يقوم به الوزير حاليا، ويليه فى المرتبة «مستوفى
الصحبة»، و «مستوفى الدولة» ومهمتهما الإشراف على موظفى
الدواوين المختلفة، ويلى هؤلاء طبقة الموظفين والكتاب وما
يليهم. البريد: كان البريد أحد أهم إدارات «ديوان الإنشاء»، إذ
كان واسطة الاتصال بين دولة المماليك فى «مصر» ونياباتها
فى الشام وغيرها من الأقاليم، ولم يقتصر المماليك على البريد
العادى فى إرسال رسائلهم، بل عمدوا إلى استخدام الحمام
الزاجل فى نقلها، وجعلوا القلعة مركزًا لأبراجه، كما أقاموا
مراكز معينة فى جهات مختلفة لتكون مراكز للبريد البرى،
وخصصوا لكل محطة منها عددًا من الحمام الزاجل، وجعلوا على
رعاية شئونه عددًا من الموظفين المتخصصين فى ذلك، وكان
فى كل محطة من هذه المحطات برج أو أكثر ليعيش فيه الحمام
الذى سيقوم بنقل الرسائل إلى المحطة التالية، وقد عنى
سلاطين المماليك عناية شديدة بما كانت تحمله هذه الحمائم من
رسائل، لدرجة أن بعضهم أمر بإدخالها عليه حال وصولها، كما
كان بعضهم يترك طعامه أو يستيقظ من نومه فى الحال عند
وصولها. وهكذا كان تنظيم الدواوين فى عهد الدولة المملوكية
غاية فى الدقة، ومظهرًا من مظاهر الرقى الحضارى الذى وصلت
إليه هذه الدولة بما صنعته وحققته، ومثلا من أمثلة المتابعة