بالمسائل الخاصة بالمتحصل والمنصرف من أموال الدولة، وله
فوق ذلك الإشراف على حساب الدولة، وأرزاق الموظفين الدائمين
والمؤقتين، وكان هذا الديوان يتخذ من القلعة مقرا له. وفى سنة
(٧٢٧هـ) أنشأ السلطان «الناصر محمد» «الديوان الخاص» لإدارة
الشئون المالية التى تتعلق بالسلطان، ويتولى الإشراف عليه
«ناصر الخاص» الذى عُرف من قبل فى عهد الفاطميين
والأيوبيين، ولكنه لم يبلغ من الأهمية القدر الذى بلغه فى عصر
المماليك خاصة فى عهد «الناصر محمد». أما ديوان الإنشاء
فكانت أهم اختصاصاته تنظيم العلاقات الخارجية للدولة، وهو
أول ديوان وُضع فى الإسلام، وقد نُظِّم فى عهد المماليك
بأسلوب يتناسب مع مقتضيات العصر ومتطلباته، وكان مقره
«قاعة الصاحب» بقلعة الجبل، حيث ترد المكاتبات إليه من جميع
أنحاء الولايات والممالك التى بينها وبين بلاد المسلمين علاقات
سياسية، كما كانت تحرر فيه الكتب التى كان يرسلها السلطان
إلى الملوك والأمراء، وقد لُقب صاحب ديوان الإنشاء بألقاب
عديدة فى أوائل عهد المماليك، فلقبوه تارة باسم: «صاحب
الدست الشريف»، وأخرى باسم: «كاتب الدرج» وثالثة باسم:
«كاتب الدست» وبقيت هذه تسميته إلى أن تولى «القاضى فتح
الدين بن عبدالظاهر» هذا الديوان فى عهد السلطان «قلاوون»
فتلقب بلقب «كاتب السر»؛ لأنه كان يكتم سر السلطان، وكانت
وظيفته من أعظم الوظائف الديوانية وأجلِّها قدرًا، وكان له
معاونون يساعدونه فى أداء ما عليه من التزامات وواجبات. كان
من أبرزهم: «نائب كاتب السر»، ثم يليه فى المرتبة كُتَّاب الدست
المتصلون بديوان الإنشاء، وكانوا يجلسون مع كاتب السر بمجلس
السلطان بدار العدل. كانت هناك دواوين أخرى - فى العهد
المملوك - أقل شأنًا من تلك الدواوين السابق ذكرها، مثل
«ديوان الأهراء» (وهى شئون الغلال السلطانية)، و «ديوان
الطواحين»، ويتولى صاحبه الإشراف على طحن الغلال،