وأهمها «قلعة ماردين»، ولكن الخليفة «المعتضد بالله» استطاع
استردادها، وقبض على «حمدان» وسجنه.
تعهد «حسين بن حمدان» بالطاعة والولاء للخليفة «المعتضد»
وساعده فى حربه ضد الخوارج حتى هزمهم، فقربه الخليفة وعفا عن
والده «حمدان بن حمدون».
وفى خلافة «المكتفى بالله» (٢٨٩ - ٢٩٥هـ= ٩٠٢ - ٩٠٨م) تعاظمت
مكانة «حسين بن حمدان» وقام بدور بارز فى الحرب ضد القرامطة
وفى الحملة التى جهزها العباسيون لاسترداد «مصر» من يد
الطولونيين فى سنة (٢٩٢هـ= ٩٠٥م).
وقد شارك «حسين بن حمدان» فى المؤامرة الفاشلة التى دبرها
أنصار «ابن المعتز» لخلع «المقتدر»، وهرب حتى عفا عنه «المقتدر»
وأسند إليه ولاية بعض البلاد وأهمها «ديار ربيعة» بالجزيرة سنة
(٢٩٨هـ= ٩١١م)، إلا أنه حدث بينه وبين «على بن عيسى» وزير
«المقتدر» نزاع انتهى بالقبض عليه، وقتله فى سجنه سنة (٣٠٦هـ=
٩١٨م) ..
ورغم أن «حسين بن حمدان» كان من أعظم الأمراء بأسًا وشجاعة،
وكان أول من ظهر أمره من ملوك «بنى حمدان» فإن أخاه «أبا
الهيجاء عبدالله بن حمدان» كان أعمق تأثيرًا وأوسع نفوذًا فى
تاريخ الأسرة الحمدانية، وقد ولاه الخليفة «المكتفى» إمارة
«الموصل» وتوابعها سنة (٢٩٣هـ= ٩٠٦م)، ويعد «أبو الهيجاء عبدالله
بن حمدان» المؤسس الحقيقى لمملكة الحمدانيين فى «الموصل»، التى
ظل حاكمًا لها إلى أن قتل سنة (٣١٧هـ= ٩٢٩م) عقب اشتراكه فى
المؤامرة الفاشلة لخلع الخليفة «المقتدر»، وقد خلفه ابنه «حسن»
الملقب بناصر الدولة، واستطاع أن يمد سلطانه على أقاليم الجزيرة
الثلاثة: «ديار ربيعة»، و «ديار مضر» و «ديار بكر»، بإذن من الخليفة
«الراضى»، حتى أقعدته الشيخوخة، فخلفه على الحكم ابنه «فضل
الله أبو تغلب الغضنفر» سنة (٣٥٣هـ= ٩٦٤م) ..
وقد دخل «ناصر الدولة» وابنه «أبو تغلب الغضنفر» فى صراع طويل
مع البويهيين، أصحاب السلطة فى «العراق» منذ سنة (٣٣٤هـ =