٩٤٥م)، وانتهى هذا الصراع بهزيمة «أبى تغلب الغضنفر» أمام «عضد
الدولة البويهى» سنة (٣٦٨هـ= ٩٧٩م)، وانتهت بذلك مملكة الحمدانيين
فى «الموصل» و «الجزيرة».
أما «الدولة الحمدانية» فى «حلب»، فقد أسسها «على بن أبى
الهيجاء عبدالله بن حمدان»، الملقب بسيف الدولة؛ حيث استطاع
بمعاونة أخيه الأكبر «ناصر الدولة» انتزاع «حلب» من الإخشيديين
سنة (٣٣٣هـ= ٩٤٤م)، ثم استطاع بعد ذلك أن يبسط سلطانه على
«حمص» و «قنسرين» و «العواصم» وبعض بلاد «الجزيرة» سنة
(٣٣٦هـ= ٩٤٧م) ..
وقد قام «سيف الدولة الحمدانى» بمهمة جليلة أثناء حكمه الذى
استمر حتى سنة (٣٥٦هـ= ٩٦٧م)، وهى حماية حدود دولة الخلافة من
غارات الروم (البيزنطيين) المتواصلة، بعد أن ضعفت الخلافة المركزية
عن القيام بهذه المهمة المقدسة.
وكان «سيف الدولة الحمدانى» أديبًا شاعرًا، فجمع حوله العلماء
والأدباء، مثل «أبى نصر الفارابى»، و «ابن خالويه»، و «أبى الطيب
المتنبى»، و «أبى فراس الحمدانى» و «ابن نباتة» و «السَّرىّ الرَّفَّاء»،
وغيرهم.
وتُوفِّى «سيف الدولة» سنة (٣٥٦هـ= ٩٦٧م)، وخلفه فى الحكم ابنه
«أبو المعالى شريف» المعروف بسعد الدولة، وضعفت فى عهده
سلطة الحمدانيين فى «الشام»؛ لكثرة الضغوط التى تعرض لها من
البيزنطيين والبويهيين فى «العراق»، والفاطميين فى «مصر» بغرض
الاستيلاء على «الشام».
وتُوفِّى «سعد الدولة» سنة (٣٨١هـ= ٩٩١م)، وتولَّى بعده ابنه «أبو
الفضائل سعيد الدولة»، الذى تعرض لضغوط الفاطميين المتزايدة لضم
«الشام» إلى «مصر»، فتحالف مع البيزنطيين لصد هجمات الفاطميين
عليه، ثم انتهت إمارته بمقتله سنة (٣٩٢هـ= ١٠٠٢م) على يد وزيره
«لؤلؤ الحاجب»، وانتهت بذلك «الدولة الحمدانية» فى «الشام» الذى
أصبح خاضعًا لسلطان الفاطميين.
وقد كان الحمدانيون يميلون إلى التشيع، وكانت علاقتهم بالخلافة
العباسية تتأرجح بين الرضا، والسخط، والتوجس.
٤ - دولة بنى بويه قبل انتقالها إلى بغداد: