ورغم الصلح الذى تم بين «جلال الدولة» و «أبى كاليجار» سنة
(٤٢٨هـ = ١٠٣٧م)، وتأكيده بزواج «أبى منصور بن أبى كاليجار»
من ابنة «جلال الدولة» فإن «أبا كاليجار» انتهز فرصة وفاة «جلال
الدولة» سنة (٤٣٥هـ = ١٠٤٤م) واستولى على زمام السلطة فى
«العراق» فى (صفر سنة ٤٣٦هـ = أغسطس سنة ١٠٤٤م)، بعد إحباطه
محاولة الابن الأكبر لجلال الدولة للاستيلاء على الحكم فى «بغداد».
وأثناء إمارة «أبى كاليجار» فى «بغداد» استطاع الأتراك السلاجقة
أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد الخاضعة للبويهيين، واضطر
«أبو كاليجار» إلى طلب الصلح مع السلطان السلجوقى «طغرل بك»
وزوَّجه ابنته، كما تزوج «أبو منصور بن أبى كاليجار» من ابنة الملك
«داود» أخى «طغرل بك»، وأصبحت «الدولة البويهية» معرضة
للسقوط فى أية لحظة.
وعقب وفاة «أبى كاليجار» فى (جمادى الأولى سنة ٤٤٠هـ =
أكتوبر سنة ١٠٤٨م) خلفه على إمارة «العراق» ابنه «أبو نصر خسرو
فيروز» الملقب بالملك الرحيم، وكانت فترة إمارته تمثل قمة التردى
فى أوضاع «الدولة البويهية»؛ حيث دخل فى صراع مع إخوته حول
السلطة، واستعان بعضهم بالسلاجقة ضد أخيهم «الملك الرحيم»،
وأصبح البويهيون تحت سيطرة السلاجقة، وتحدد مصير دولتهم على
أيدى هذه القوة الناشئة.