الجديرين حقا بهذا الوصف هم الثلاثة الأُوَل، أما الآخرون فقد خاضوا
كثيرًا من الحروب ضد أبناء بيتهم وعانت الدولة فى عهدهم من
عوامل الفرقة والتمزق.
(ب) سلاجقة العراق:
ويطلق هذا المصطلح على أمراء «السلاجقة» الذين سيطروا على
«العراق» و «الرى» و «همدان» و «كردستان»، وكان امتداد نفوذهم
فى هذه المناطق على حساب «السلاجقة العظام»، واستمر نفوذهم
من سنة (٥١١هـ= ١١١٧م) إلى سنة (٥٩٠هـ= ١١٩٤م)، حين تمكن
الخوارزميون من القضاء على «طغرل الثالث» آخر سلاطينهم.
(ج) سلاجقة كرمان:
وقد بدأ نفوذهم فى الجنوب الشرقى لفارس وفى بعض مناطق
الوسط سنة (٤٣٣هـ = ١٠٤٢م)، قبل دخول «طغرل بك» «بغداد»،
واستمر حتى سنة (٥٨٣هـ = ١١٨٧م)، حين قضى التركمان الغز (٤١)
على سلطتهم هناك.
(د) سلاجقة الشام:
وكان نفوذهم فى المناطق التى استولى عليها «السلاجقة» من
الفاطميين أو الروم فى «الجزيرة» و «الشام»، وقد بدأ نفوذهم فى
هذه المناطق سنة (٤٨٧هـ = ١٠٩٤م) وانتهى سنة (٥١١هـ=١١١٧م)
على يد أتابكة «الشام» و «الجزيرة».
(هـ) سلاجقة الروم:
وكان نفوذهم فى الأراضى التى استطاع «السلاجقة» الاستيلاء
عليها من الروم فى «آسيا الصغرى»، وكانت إمارتهم أطول إمارات
«السلاجقة» عمرًا؛ حيث بدأت سنة (٤٧٠هـ = ١٠٧٧م) واستمرت حتى
سنة (٧٠٠هـ = ١٣٠١م) حين استطاع الأتراك العثمانيون القضاء عليها.
ثانيًا: الحروب الصليبية والسلاجقة:
كان اتساع نفوذ «السلاجقة» وتهديده للإمبراطورية البيزنطية
و «أوربا»، خاصة بعد معركة «ملاذكرد»، سببًا فى قيام الحروب
الصليبية.
فقد عقد البابا «إربان الثانى» مجمع «كليرمونت» فى (١٨ من
نوفمبر سنة ١٠٩٥م = ٢٨ ذى القعدة سنة ٤٨٨هـ)، وألقى فيه خطابًا
طالب فيه المسيحيين فى «أوربا» بالقيام بحرب دينية (صليبية) تهدف
إلى مساعدة إخوانهم المسيحيين فى الشرق، وتخليص الأماكن
المسيحية من قبضة المسلمين، وطرد «السلاجقة» من «آسيا
الصغرى».