وكان من أخطر محاولات «الباطنية» لاغتيال خصومهم محاولتهم
اغتيال السلطان «صلاح الدين الأيوبى» أكثر من مرة فاشلة.
وقد أثرت المتاعب التى أثارها «الباطنية» فى وجه «السلاجقة» فى
قدرتهم على القيام بدور أكثر إيجابية فى التعامل مع الصليبيين.
وقد ارتبط اسم «الحشاشين» بالباطنية الإسماعيلية فى الفترة التى
أعقبت استيلاءهم على قلعة «ألموت» سنة (٤٨٣هـ = ١٠٩٠م) فى
أواخر عهد السلطان «ملكشاه»، وحتى سقوط معاقلهم فى «فارس»
و «الشام» على يد المغول، وسبب ذلك أنهم كانوا يطلبون من الذين
يتم تكليفهم بالقيام بعمليات الاغتيال تعاطى مادة الحشيش المخدرة
حتى يصبحوا أدوات طيعة فى أيدى من يستخدمونهم لتنفيذ هذه
العمليات.
رابعًا: سقوط الخلافة الفاطمية ودخول مصر تحت لواء الخلافة
العباسية (٥٦٧هـ = ١١٧١م):
ظلت «مصر» خاضعة للفاطميين أكثر من قرنين تعاقب خلالها على
كرسى الخلافة الفاطمية بمصر أحد عشر خليفة، ابتداءً بالمعز لدين
الله وانتهاءً بالعاضد لدين الله، الذى عادت «مصر» فى عهده إلى
الخلافة العباسية فى (المحرم سنة ٥٦٧هـ = سبتمبر ١١٧١م)، فبعد
وفاة الخليفة الفاطمى «الفائز بنصر الله» فى رجب سنة (٥٥٥هـ)
تولى «العاضد بالله»، آخر خلفاء الفاطميين، عرش «مصر»، وكان
صبيا لم يبلغ الحلُم، فأشرف وزيره «طلائع بن رُزِّيك» الأرمنى على
تدبير شئون البلاد، حتى قتل فى (رجب سنة ٥٥٦هـ = يونيو
سنة١١٦١م) بتدبير من حاشية «العاضد» - فتولى الوزارة بعده ابنه
«رُزِّيك بن طلائع»، الذى قتل أيضًا فى سنة (٥٥٨هـ = ١١٦٣م)، على
يد أحد منافسيه وهو «شاور بن مجير السعدى» الذى تولى الوزارة
بعده.
كان «شاور» انتهازيا سيئ الطبع، خبيثًا سفاكًا للدماء، أساء
معاملة الرعية، فثار عليه أحد القادة المشهورين فى «مصر» وهو
«ضِرْغام بن عامر»، واستطاع هزيمته هزيمة ساحقة وكان ذلك بداية
الطريق لانتهاء النفوذ الفاطمى فى «مصر».