للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لجأ «شاور» بعد هزيمته إلى السلطان «نور الدين محمود» بالشام،

وأطمعه فى ملك «مصر»، فأرسلَ معه حملة للاستيلاء على «مصر»

بقيادة «أسد الدين شيركوه بن شاوى الكردى» عم «صلاح الدين

الأيوبى»، فدخل «القاهرة» فى أواخر (جمادى الآخرة سنة ٥٥٩هـ =

مايو سنة ١١٦٤م)، وقتل «ضرغام»، وأعاد «شاور» للوزارة فى

(رجب سنة ٥٥٩هـ = مايو سنة ١١٦٤م)، إلا أن «شاور» غدر بعهده مع

السلطان «نور الدين محمود» وقائده «أسد الدين»، فطلب من «أسد

الدين» العودة إلى «الشام» فرفض واتجه إلى مدينة «بلبيس»،

واستولى عليها وتحصن بها.

استعان «شاور» بملك «بيت المقدس» الصليبى «أملريك» الذى تسميه

المصادر العربية «مُرِّى»، وشرح له ما قد يتعرض له الفرنج من مخاطر

إذا استولى السلطان «نور الدين محمود» على «مصر»، فاستجاب له

«أملريك» وتقدم بجيشه نحو «مصر»؛ حيث اتجه مع «شاور» إلى

«بلبيس» لمحاصرة «أسد الدين شيركوه»، إلا أن الأخبار جاءت إلى

«أملريك» بأن «نور الدين محمود» انتهز فرصة غيابه عن «فلسطين»

فهاجمها واستولى على بعض قلاعها، فاضطر «أملريك» إلى رفع

الحصار عن «أسد الدين شيركوه» والتفاوض معه على العودة إلى

«الشام»، فتوجه «أسد الدين» إلى «الشام» فى (ذى الحجة سنة

٥٥٩هـ = أكتوبر ١١٦٤م).

وفى (ربيع الآخر سنة ٥٦٢هـ= فبراير سنة ١١٦٧م) قاد «أسد الدين»

حملته الثانية على «مصر»، بعد استئذان السلطان «نور الدين

محمود»، فاستنجد «شاور» بالصليبيين وملك «بيت المقدس»

«أملريك»، والتقى الطرفان فى مكان يسمى «البابين» بنواحى

المنيا بصعيد «مصر» فى (٢٥ جمادى الآخرة سنة ٥٦٢هـ = إبريل سنة

١١٦٧م)، واستطاع «أسد الدين شيركوه» أن يهزم جيش «أملريك»

و «شاور» رغم قلة جنده، كما استولى على «الإسكندرية» وأناب

عليها ابن أخيه «صلاح الدين»، واستولى على الصعيد.

وقد حاول الفرنج انتزاع «الإسكندرية» من «صلاح الدين» فحاصروها

<<  <  ج: ص:  >  >>