«أرغون» سنة (٦٨٣هـ) الذى قضى على جميع أفراد هذه الأسرة.
تزوج «آباقا» ابنة امبراطور «القسطنطينية»، فتوطدت علاقته
بالنصارى، وأكثر من القساوسة فى بلاطه، على الرغم من أنه كان
إلى ذلك الوقت وثنيا، وحرص المسيحيون على مداهنة المغول
واجتلابهم نحو المسيحية؛ أملا فى انضمام هؤلاء المحاربين الأشداء
إلى صفوف النصارى ومحاربة أشد أعدائهم، المسلمين.
وفى الوقت نفسه كان «آباقا» يريد من وراء توطيد علاقته
بالمسيحيين أن يحصل على معاونتهم فى حربه ضد المسلمين،
وخاصة المماليك، ليثأر لهزيمة المغول أمامهم فى «عين جالوت»،
غير أن محاولاته ذهبت جميعها عبثًا، ولحقت به الهزائم فى كل مرة
التقت فيها جيوشه بجيوش المماليك بقيادة «الظاهر بيبرس»، وكانت
معركة «أبلستين» التى قامت بين الطرفين فى عام (٦٧٥هـ) من أهم
المعارك التى دارت بين الجانبين، وانتصر فيها المماليك فى «مصر»
و «الشام» انتصارًا حاسمًا، ثم تُوفى «آباقا» فى سنة (٦٨٠هـ.)
٢ - أحمد تكودار [٦٨١ - ٦٨٣هـ]:
كان «آباقا خان» يريد أن يخلفه عن العرش ابنه «أرغون» لكنه لم
يستطع لأن هذا الإجراء كان يعد مخالفة كبيرة لأحكام الدستور
المغولى الذى وضعه جنكيز الذى يسمى «الياسا»، فقد كان يتعين
إذا مات الخان أن يخلفه على العرش أكبر الأمراء الأحياء، ولقد كان
أكبرهم هو «تكودار» وليس «أرغون»، ولذلك أجمع الأمراء المغول
الذين اجتمعوا فى المجلس العام الذى يسمى «قوريلتاى» وقرروا
انتخاب «تكودار» إيلخانًا فى سنة (٦٨١هـ).
اعتنق تكودار المسيحية فى صغره، لكنه مال إلى الإسلام شيئًا
فشيئًا؛ لكثرة اتصاله بالمسلمين، وتوطيد علاقته بعظماء المسلمين
وكبار أئمتهم، فأعلن إسلامه، وسُمى بالسلطان «أحمد تكودار»،
فكان أول مَن اعتنق الإسلام من الإيلخانيين.
كان إسلام السلطان «أحمد» عاملا قويا فى تهذيب طباعه وتقويم
خلقه، ولم يعد ذلك المغولى الذى كان كل همه سفك دماء المسلمين